المستشار هشام فاروق

مختار محمود

المستشار هشام فاروق اسمٌ يعلمه جيدًا المهتمون بالتأريخ لدولة التلاوة المصرية والمراقبون لأحوالها؛ فهو موسوعة تاريخية، يملك من المعلومات الدقيقة والوقائع الصحيحة ما يجهله الفضاء الإلكتروني على اتساعه ورحابته؛ لذا فهو يستحق أن يوصف بـ”المؤرخ القرآني الكبير”. ورغم كونه رئيسًا بمحكمة استئناف الأسكندرية..إلا إن هذا لم يُثنهِ يومًا عن الاهتمام بالمتغيرات والتطورات الأخيرة التي ضربت دولة التلاوة المصرية في مقتل، وقلبت أحوالها رأسًا على عقب، ووقف ولا يزال يقف بالمرصاد لكل متلاعب أو متخاذل أو متكاسل أو مُسترزق من كتاب الله تعالى بغير علم.

تربَّى المستشار هشام فاروق على أصوات أكابر القراء، يحفظ تاريخ كلٍّ منهم عن ظهر قلب، يحتفظ بتسجيلاتهم ونوادرهم وقصاصات الصحف عنهم، يعرف عنهم ما لا يعرفه ذووهم والمقربون منهم.

لا يعرف المستشار هشام فاروق أسرار وكواليس كبار القراء فقط، ولكنه ينحاز أيضًا إلى المنسيين من القراء الحفظة المتقنين الذين لم ينالوا لسبب أو لآخر شهرة أقرانهم، ويتذكرهم في ذكرى الميلاد أو الوفاة ويحتفي بهم، متجاوزًا بذلك تكاسل وإهمال ونمطية شبكة القرآن الكريم.

يتسلح المستشار هشام فاروق في جميع كتاباته وتعليقاته في الفضاء الإلكتروني بالمعلومات الموثقة والدقيقة، ولا يندفع كما يندفع غيره، وراء معلومات الشبكة العنكبوتية التي ينقصها الصواب أحيانًا كثيرة؛ لذا فهو رجل موسوعي بامتياز.

في جميع منشوراته الغاضبة من حالة التردي التي اقتحمت عوالم التلاوة في مصر في العقود الثلاثة الأخيرة..يبدو المستشار هشام فاروق مثل أسد يحمي العرين، لا يخشى في معركته لومة لائم، يزأر بكل ما يملك من قوة في وجه من يحاول الاقتراب أو المساس.

عارض المستشار هشام فاروق تخاذل نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم، عندما لمس منها تهاونًا وتواطؤًا مع القراء المتلاعبين، وألغى عضويته الشرفية فيها، وأعلن الحرب عليها، كاشفًا عوارها وضعف مجلسها، ولا تزال هذه المعركة مستمرة ولم تضع أوزارها بعد.

لا يظهر المستشار هشام فاروق، لاعتبارات عديدة، إعلاميًا، تاركًا الساحة للهواة والمتسكعين بالإستوديوهات وحاملي الدكتوراة المزيفة، ولكنه حاضرٌ بصفة شبه يومية عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك” راصدًا ومُعلقًا وناقدًا..ومهاجمًا عنيفًا إذا تطلب الأمر؛ فالقرآن الكريم عنده يعلو على ما سواه أيًا كان اسمه ومكانته وشهرته وجماهيريته.

يتحصَّن المستشار هشام فاروق في معركته ضد “مافيا التلاوة” و”القراء الأرجوزات” -والمصطلحان من إبداعه- بالعلم الغزير والفهم السديد والإلمام الكامل والخبرات المتراكمة، وهو ما يجعل من منشوراته الموجزة المكثفة البليغة سياطًا تجلد ظهور العابثين من القراء الجدد بمحكم التنزيل والمتواطئين معهم والصامتين عن تجاوزاتهم.

نقلا عن الأهرام الكندية

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات