عودة 0% و 4% من جديد .. مهزلة الثانوية العامة في مصر مسلسل لا تنتهي حلقاته

الثانوية العامة في مصر

تقرير ـ أمل فرج

تتمتع الثانوية العامة في مصر بسمعة يذيع صيتها بين الدول، من حيث القسوة، و الصعوبة الفائقة تصل حد التعجيز، ومن الشائع أنه أصبح هناك تجاوزات في حق الطالب، و أخطاء فادحة في نتائج الثانوية العامة، والتي كشف التظلم عنها، وكانت أكثرها شيوعا الطالبة مريم التي عاشت مصر مأساتها خلال العامين الماضيين، ولازالت الأخطاء تتكرر عبرالسنوات، ويتكرر السؤال دون إجابة لماذا لا يخضع المسئولون في هذه الجرائم في حق أبناء مستقبل مصر للمجازاة، و التحقيق، بعد أن ثبت الخطأ و الظلم الذي تسببوا به في اغتيال نفوس شباب لازال في مقتبل الحياة لا يملك من القوة و الطاقة احتمال كم الضغط العصبي و النفسي الواقع تحت إحكام سيطرته عليه من قبل عنف الثانوية العامة في مصر.

انهيار طالبة تقص شعرها عبر مواقع التواصل

وفي مشهد متكرر مع اختلاف أدواته و أسلوبه أثار حزن طالبة الثانوية العامة عبر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع وهي تقص شعرها في لحظة انهيار وحزن شديد على مجموعها في الثانوية العامة؛ اعتراضا على الوضع العام للثانوية العامة في مصر، معبرة عن غضبها من وزارة التعليم ووزير التعليم.

انهيار طالبة ثانوي

طالبة الـ 4%

ولا تعتبر هذه الحالة الوحيدة، حيث تنتشر شكاوى الطلاب و أولياء الأمور؛ بسبب تكرار الحالات الغريبة و اللافتة للانتباه التي جاء مجموعها لا جدل فيه من أن هناك خلل ما حدث في الكنترول، فلا يعقل أن تحصل طالبة متفوقة على 4% كما حدث بالفعل مع الطالبة  ميار حمادة طاهر، التي اكتسحت قصتها عبر مواقع التواصل، وحتى ولو كانت غير متفوقة فهذا مجموع خارج عن المنطق و المعقول.

الطالبة ميار حمادة طاهر

الطالب سامح يمزق القلوب ساترا وجهه

كذلك الطالب سامح صلاح جمعة، الذي حصل على مجموع 0% من غير الوارد إطلاقا أن يحصل طالب على هذا المجموع؛ مما يؤكد خللا يتطلب المراجعة والاستدراك لإنقاذ الشباب الذي يتحمل فوق طاقته، وهو لازال في مقتبل العمر، وتستنزف أعصابه و طاقته، وتمتلئ قلوب أولياء الأمور حسرة و مرار بهذا الشكل الذي لا يحتمله إنسان دون ألم، سامح وميار ليسا الحالة الوحيدة، بينما حالات متكررة، ولا نطالب فقط بالنظر في الجريمة التي ارتكبت في حق هؤلاء، ولكن نتمنى الوقاية، و حماية نفسية وأعصاب وطاقة ومستقبل أبناء مصر، وسن قوانين يخضع فيها المسئولون للمسالة في حال تكرار هذه المهازل.

وبغض النظر عن كل ما سبق أثارت صورة الشاب و هو يخفي وجهه من مواجهة الكاميرا، رغم أنه مجني عليه لماذا نكتب عليه وعلى غيره هذا المشهد ظلما؟!

الطالب سامح صلاح

مطالبات لوزارة التعليم بالرحمة

وتعالت المطالبات من الجميع ليس فقط على حد أولياء الأمور و الطلاب بل حتى ممن لا علاقة لهم بالثانوية العامة بأن ترحم وزارة التعليم الطلاب و الأسر، وتردد التساؤل “إلى متى تظل الثانوية العامة بعبع البيوت؟! من شدة استفزاز الوضع الراهن لطلاب الثانوية العامة وعدم مراعاة صحتهم النفسية و العصبية، والمجاميع اللامعقولة، والتي حتما هي مجاميع خاطئة لا يستحق الطالب الحصول عليها، خاصة و أن هؤلاء الطلاب لا تحتمل أعمارهم حجم هذا الضغط.

الظلم و الخطأ حقيقة غضب الطلاب

وهناك من انتحروا وحاولوا الانتحار وكل ذلك بسبب النتائج؟! حقيقة الأمر ليس اعتراضا على قضاء الله ولكن الطالب يعلم كثيرا أنه مظلوم وأن هناك خطأ مؤكد في كنترول التصحيح؛ حيث لا يعقل أن يحصل طالب على 0% و 4% خاصة و أن تجربة الطالبة مريم صاحبة المجموع 0% بالعامين الماضيين قد ثبت بالفعل خطأ نتيجتها، و أنها طالبة متفوقة أيضا فكيف يمكن أن يحصل طالب حتى و لو لم يكن متفوقا على لاشئ، وكأن اسمه غير مسجل بالسنة الدراسية أساسا؟! هذا اليقين الذي يكون بعقل الطالب هو ما يولد بداخله الغضب، فهو غاضب لأنه متأكد من حدوث الظلم و الخطأ، وليس اعتراضا على قضاء الله.

 

ـ نقلا عن الأهرام الكندي ـ 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات