كتب مينا طلعت
اقتحمت التكنولوجيا حياة الزوجات ودمرتهن نفسيا ومعنويا، ونالت من سمعتهن بعد أن استغل بعض الأزواج شرع الله ومعاشرة زوجاتهم بتصويرهن فى أوضاع مخلة خلسة، واستغلالها للإساءة إليهن كوسيلة لتهديدهن للتنازل عن حقوقهن فى حالة الانفصال، ونشرها على شبكة الإنترنت والمتاجرة بهن وابتزازهن وانتهاك الخصوصية والتشهير بهن.
ومن خلال الأرقام داخل محاكم الأسرة وفق شكاوى الزوجات خلال عام 2017 بمكاتب تسوية المنازعات أكد الرصد أن 2600 زوجة تقدمت بدعاوى طلاق شكت فيها من استخدام الصور الخاصة لها لتهديهن، وابتزازهن من قبل الأزواج. كما أكدت 1700 زوجة لجوئهن لأقسام الشرطة بعد تصوير أزواجهن فيديوهات جنسية دون علمهن وابتزازهن لدفع مبالغ مالية.
وقالت «نوران عامر» البالغة من العمر 22 عاما: «لم أتصور أننى تزوجت نصاب يلعب بالبيضة والحجر لا يملك ضمير ديوث ليست لديه أخلاق أو مبادى يتزوج ليتاجر بزوجاته وشرفهن حتى يتحصل على مكاسب مادية انتهز أننى ائتمنته على شرفى وجسدى بعد أن أصبح زوجا لى على سنة الله ورسوله، لأكتشف أنه يصورنى فى أوضاع مخلة ليتاجر بها ويبتزنى مقابل أن أوافق على الوقوع فى الخطئية ليحصل هو على الربح».
وأكملت نوران: «عندما اكتشفت فقدت قدرتى على الحركة من الصدمة فلم أتصور أن زوجى ومن أحببته سيرتكب تلك الجريمة، وحاولت الهروب من قبضته بعد أن أصابنى الخوف من أن يضيع شرفى».
«نوران» ليست الوحيدة التى ارتكب ضدها تلك الجريمة البشعة فأخريات وقعن فى الفخ فعلا، وأصبحن سلعا يقام عليهن مزاد بالمواقع الإباحيه ومنهن «أميرة.س» صاحبة الـ30 عاما التى روت قصتها ببلاغ رسمى لقسم شرطة روض الفرج فلم تتصور الزوجة عندما جاء لها شقيقها يحاول قتلها ويتهمها ببيع شرفها وجلب العار للأسرة بعد أن تصفح أحد المواقع وشاهد مزادا عليها وعلى الفيديوهات الجنسيه لها برفقه رجل مشوه وجهه، وأتضح فى النهاية أنه زوجها. وقصت الزوجة وفق البلاغ المقدم لقسم الشرطة الواقعة قائلة: «عشت 3 سنوات فى الحلال مع زوجى اكتشفت أنه باع شرفى خلالها، وتفنن فى إخراج الأفلام الجنسية لى وقدمها للعرض بعد أن قبض ثمن شرف زوجته وأم طفله».
وأكدت الزوجة التى أقامت دعوى خلع أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة أن زوجها عندما علم أن أهلها شاهدوا الفيديوهات هرب وسرق ذهبها والمبالغ المالية التى تمتلكها ولاذ بالفرار، وبعد 3 شهور باع الشقة التى تقطن بها، وأنه جارٍ البحث عنه بعد البلاغات التى تقدمت بها».
وشرح المحامى رمضان البغدادى المختص بشؤون محاكم الأسرة لـ«اليوم السابع»، الخطوات التى يجب أن تتخذها الزوجة فى حال تعرضها للتصوير دون علمها والتعرض للابتزاز على يد زوجها وأولها التوجه إلى إدارة البلاغات الإلكترونية بوزارة الداخلية، وتحرير بلاغ للتوصل إلى الشخص الذى نشر الفيديو.
وجاء ثانى الإجراءات وفقا للمحامى: «بعد القبض عليه يحذف الفيديو نهائيًا من على الإنترنت، ثم تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حسب تصنيف الواقعة وما تحتويه من جرائم، وفى حالة الثبوت يحال الزوج المتهم لمحكمة الجنح باعتبارها جريمة تقع تحت الجرائم التى تخضع تحت طائلة القانون». أما عن العقوبة فهى طبقًا للمادة 309 من قانون العقوبات تصل للحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، ويحق للضحية المطالبة بدعوى تعويض عما أصابها من أضرار.
اليوم السابع
