رجل وامرأة..

 

كتبت / أمل فرج

تستمر الحياة الزوجية ـ في كثيرمن الأحيان ـ وكأنها حياة مثالية ، رغم أنه قد ينقصها أركان أساسية لاستقرارها ، أو على الأقل قد يغيب ركن أصيل فيها يعكر صفو سعادتها ، تشكو كثير من السيدات بأن أزواجهن أكثر عملية وواقعية جافة مما قبل الزواج ، فالزوج متهم بأنه لا يهتم بالرومانسيات في حياته مع زوجته ، مبررا ذلك بضغوط الحياة ، والإيقاع السريع للعصر الذي التهم الوقت ، ولكن الحقيقة التي تقتنع بها المرأة هي أن “الكلمة الحلوة ” لا تحتاج تفرغا ، والمعاملات الرومانسية ـ ولو بأقل القليل ـ وإن كانت تعبيرا ولو بنظرة ، هي أمور لا تعترف بسرعة إيقاع العصر ، وليست بحاجة لتفرغ ، إنها ليست بحاجة لأكثر من مشاعر صادقة وإحساس بالآخر .. في حين أن الرجل ينظر لشكوى المرأة على أنها وليدة الفراغ الذهني ، وسذاجة طبيعة المرأة ، ونقصان عقلها ، وعليه يتعامل الرجل مع المرأة معاملة لا تليق بطبيعتها الحقيقية  وعاطفتها ـ كأنثى ـ المتشوقة للإشباع العاطفي دائما مع زوجها ، ولا يدرك خطورة تجاهل هذا الأمر والاستخفاف به ؛ لأنه ـ إن حدث ـ فسيعمل على شعور المرأة بالفراغ العاطفي ، وتعكر المزاج ، الذي لابد سينعكس أثره على الزوج ، والحقيقة أن المرأة لا تتعمد أن تغير معاملتها معه حتى يغير معاملته ، ولكنها تكون قد مرت بمراحل تدريجية من الكبت والتجاهل لمشاعرها  واحتياجاتها العاطفية والنفسية التي تجاهلها الرجل ، حتى يخرج علينا هذا الكبت بكل ما اختبأ به في العقل الباطن ، ويظهر لنا في أسلوب حياة جاف ، وأسلوب معاملة لن تسر الزوج كثيرا ؛ فلا تتجاهل احتياجات زوجتك ؛ حرصا على سعادتك ، هذا إن كنت زوجا أنانيا ، وإن كنت زوجا محبا ، فلن تحتاج لمن يخبرك ماذا تقول أو تفعل ..  والآن ماذا عن المرأة إن أشرنا لها بإصبع الاتهام ، فالمرأة ليست ضحية على طول المدى ، بل هي الجاني الأول على مشاعر ومعاني أصيلة ، لا غنى عنها في علاقتها بزوجها ، وقد لا تستطيع أن تستردها إن فقدت التواصل مع زوجها ، إما بإهماله ، وتجاهل احتياجاته على كافة المستويات ، أو إهمالها لنفسها سواء مظهرها من شكل ولياقة ونظام ونظافة ، وما إلى ذلك ، وحتى الأمور المتعلقة بنفسيتها وسلوكها وخلقها وطباعها ، فالاهتمام بالفكر والثقافة ولباقة الفكر قبل الحوار هي أمور لا تقل أهمية عن اهتمامها بمظهرها ،بل هي  في مجملها ـ من حيث المظهر والجوهر ـ  تعتبر الأسس التي تدعم حس الذكاء الفطري للمرأة في تعاملها مع أليفها ،و الذي يجعل لها حضورا متجددا في نظر وإحساس رجلها ، ذلك إن أرادت أن تحتفظ بمشاعر الزوج نشطة إلى المدى البعيد ، وكذلك الأمر بالنسبة للزوج ، فهو دور متبادل ، ولابد من عدم الاستسام لضغوط الحياة ، والحرص على تجاوزها سويا ، ودون أن يلقي طرف منهما المسئولية على عاتق الآخر ، خاصة وإن كان بلا تقدير ، ثم ينتظر المثالية في المعاملة ، والمشاعر ، وأخيرا كل الحذر من الطلاق الصامت ، الذي يلقي بكل منهما إلى جزيرة منفصلة ، لن يستطيعا الخروج منها فيما بعد ،ولن يجمعهما شاطئ بسهولة أبدا ، ذلك  إن تركت الفرصة لهذا النوع من الانفصال، أو إن استمر طويلا ، وعموما لابد أن يكون لكليهما الإرادة الحقيقية في الحفاظ على الآخر ، وإلا اختل توازن الشراع .  

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات