على غير عادته فى كتابة منشورات قصيرة على صفحته الشخصية، استعرض مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك، فى منشور “مطول” على صفحته الشخصية، أبرز إنجازات عملاق التواصل الاجتماعى خلال الربع الثالث من 2017، وذلك بعدما كشفت الشركة عن أرباحها المالية لهذا الربع، والتى كان أبرزها تحقيق عائدات تجاوزت 10 مليارات دولار للمرة الأولى فى تاريخ الشركة خلال ربع واحد بزيادة 79%.
أرباح فيس بوك
وقال مارك زوكربيرج، “لقد أعلنا للتو عن نتائجنا الفصلية للربع الثالث من 2017، إضافة إلى تحديثات سياسة المجتمع الخاصة بفيس بوك، ولعل أهم شىء ناقشته اليوم هو العمل الذى نقوم به لحماية أمن وسلامة خدمتنا، فنحن نستثمر الكثير من الأموال فى الأمن الذى من شأنه أن يؤثر بالإيجاب على الربحية، إلا أننى أريد أن أكون واضحاً حول أولوياتنا، والتى تتمثل فى حماية مجتمعنا الذى يعد أكثر أهمية من تعظيم أرباحنا”.
مجتمع فيس بوك
وبدأ “زوكربيرج حديثه قائلا، “لا يزال مجتمعنا ينمو، فما يقرب من 2.1 مليار شخص يستخدمون فيس بوك كل شهر، وما يقرب من 1.4 مليار شخص يستخدمونه يومياً، كما أن إنستجرام حقق نجاحاً كبيراً خلال هذا الربع، مع أكثر من 500 مليون مستخدم نشط يومياً، وشهدنا نتائج جيدة فى قطاع الأعمال، حيث نما إجمالى الإيرادات بنسبة 47٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، وحصلنا خلال هذا الربع من العام على أكثر من 10 مليارات دولار إيرادات، لكن لا شىء من هذا يهم إذا كانت خدماتنا تستخدم بطرق لا تقرب الناس معا – أو إذا كان أساس مجتمعنا يقوضه التدخل الأجنبى”.
زوكربيرج يهاجم روسيا
وهاجم زوكربيرج روسيا قائلا، “لقد عبرت عن عدم ارتياحى لأن الروس حاولوا استخدام أدواتنا لزرع انعدام الثقة لدى أفراد المجتمع، إلا أننا نطور هذه الأدوات لمساعدة الناس على التواصل وتقريبنا معا، إلا أن الروس استخدموها فى محاولة لتقويض قيمنا، لكن ما فعلوه خطأ، ونحن لن نقف مع ذلك”.
أدوات جديدة لزيادة شفافية الإعلانات
وأوضح مؤسس فيس بوك أنهم بصدد اتخاذ عدد من التدابير للتغلب على الأزمة الحالية المتعلقة بالانتخابات الأمريكية، قائلا، “الخطوة الأولى هى بذل كل ما فى وسعنا لمساعدة الحكومة الأمريكية للحصول على صورة كاملة لما حدث، لقد شهدنا بجلسة الاستماع على مدى الأيام القليلة الماضية عن النشاط الذى عثرنا عليه خلال انتخابات العام الماضى، ونحن نعمل مع “الكونجرس” لإصدار التشريعات، التى من شأنها جعل الإعلان أكثر شفافية.
وأضاف مارك، “أعتقد أن هذا سيكون جيداً جداً إذا تم تنفيذه بشكل جيد، وحتى من دون تشريع، فنحن نتحرك بالفعل من تلقاء أنفسنا لجلب الإعلانات الموجودة بفيس بوك إلى مستوى أعلى من الشفافية من الإعلانات التليفزيونية أو التى تعرض على وسائل الإعلام الأخرى، لأنه فى الوسائط التقليدية، لا توجد طريقة لمشاهدة جميع الرسائل التى يعرضها المعلن على جماهير مختلفة.
وكشف “زوكربيرج” أن فيس بوك على وشك البدء فى طرح أداة تتيح الاطلاع على جميع الإعلانات التى يتم عرضها، بالإضافة إلى أرشيف للإعلانات التى أطلقها المعلنون السياسيون فى الماضى.
التعاون مع الشركات التكنولوجية الكبرى
وأوضح زوكربيرج أنهم يعملون مع شركات التكنولوجيا الأخرى للمساعدة فى تحديد والرد على التهديدات الجديدة، فأى تهديد للأمن القومى ينطوى على شبكة الإنترنت سوف يؤثر على العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى، مؤكدا أنهم أعلنوا عن عدد من الخطوات للمساعدة فى الحفاظ على هذا النوع من التداخل من برنامجنا، مشيرا إلى أن هذا التركيز أكبر بكثير على حماية أمن وسلامة المنصة، بل هو لحماية وسلامة مجتمعنا، فهى تتجاوز الانتخابات وتعنى تعزيز جميع أنظمتنا لمنع إساءة الاستخدام والمحتوى الضار.
أدوات فيس بوك الجديدة
وللتغلب على هذه المشاكل، فإن الأدوات الجديدة يركز بعضها على إيجاد عوامل سيئة وسلوك سيئ، فيما يركز البعض الآخر على إزالة الأخبار الكاذبة، وخطابات الكراهية، والبلطجة، والمحتوى الإشكالى الآخر الذى لا نريده فى مجتمعنا.
موظفو فيس بوك المسؤولون عن سلامة المحتوى
وكشف مؤسس فيس بوك أنهم يمتلكون بالفعل 10 آلاف شخص يعملون على السلامة والأمن، فيما تخطط فيس بوك لمضاعفة ذلك إلى 20 ألف خلال العام المقبل، لتحسين تنفيذ معايير المجتمع ومراجعة الإعلانات، مضيفا
أنهم طوروا تقنيات الذكاء الاصطناعى للكشف عن المحتوى السيئ والجهات الفاعلة السيئة -تماما كما فعلت فيس بوك مع الدعاية الإرهابية.
الأمن والسلامة أبرز أولويات فيس بوك
وأوضح زوكربيرج أن أولويات الشبكة واضحة للغاية، فهى تدور حول حماية مستخدمى فيس بوك، وهو الشىء الأكثر أهمية من تعظيم أرباح الشركة، وذلك لأن أمن وسلامة خدمات فيس بوك سيكون التركيز الرئيسى، فضلاً عن دورها فى بناء المجتمع.
فيس بوك يقتحم عالم الفيديو
وأكد مؤسس فيس بوك أنه على مدى السنوات الثلاث المقبلة سيكون التركيز الأساسى على نمو الفيديو، موضحاً أن قصص إنستجرام والحالة فى واتس آب تنمو بشكل سريع للغاية، مع وجود أكثر من 300 مليون مستخدم نشط يومياً، فهذا يجعلهم مؤهلين لمشاهدة الفيديو، مشيرا إلى أنهم أطلقوا مؤخرا قسم “مشاهدة” Watch، لاكتشاف العروض، واتباع منشئى المحتوى، والتواصل مع الأشخاص الذين يشاهدون البرامج، والانضمام إلى مجموعات مع أشخاص لديهم اهتمامات مماثلة لبناء منتدى.
الفيديوهات وسيلة وليست غاية
إلا أن زوكربيرج يرى أن فيس بوك تهدف فى الأساس لتقريب الناس معاً وتمكين التفاعلات الاجتماعية ذات المغزى؛ لذا فإن خدمة الفيديو لا تقوم فى الأساس على استهلاك المحتوى بشكل سلبى، حيث تبين البحوث أن التفاعل مع الأصدقاء والعائلة على وسائل التواصل الاجتماعى يميل إلى أن يكون أكثر وضوحاً ويمكن أن تكون جيدة وهذا الوقت قضى بشكل جيد، لكن عند استهلاك المحتوى بشكل سلبى، قد يكون ذلك أقل صحة.
فعندما يتم ذلك بشكل جيد، فإن الفيديوهات تقرب المستخدمين معا، فقد اكتشفت فيس بوك أن المجتمعات التى تم إنشاؤها حول بعض الفيديوهات، مثل البرامج التليفزيونية أو الرياضة لديها شعور أكبر بالانتماء من العديد من المجتمعات الأخرى، مؤكداً أن مقاطع الفيديو المباشرة تولد عدد تفاعلات وتعليقات أكثر بنحو 10 مرات، من مقاطع الفيديو الأخرى، وعلى امتداد السنوات الخمس المقبلة، أتوقع أن نحقق بعض التقدم الجيد فى العديد من المبادرات الجديدة.
