اسامة عيد يكتب جثة على قارعة الطريق

فى طريقى لمدينة نصر متحديا الزحام الذى اكرهه كراهية لاتوصف وصلت إلى المصلحة الحكومية وهى أسوأ من الزحام خرجت بعد ساعتين وكأنى كنت فى نفق ملىء بالبشر
نظرت الى الشارع وفجأة وقف جانبى يرتكز الى عكازين يقاوم بهم عجزه ومرضه
ترنح وطلب الراحة هرولت الى كرسى على الرصيف ليجلس عليه كان شاحب الوجه
وكانه فى التسعين رغم أنه فى العقد الرابع نحيف مخاصم الطعام يظهر فى جيبه اقراص أدوية وممسك بقطعة قماش بقبضة يده فى قدميه حذاء بلاستيك اكله الزمن الردىء 
نظر إلى السماء وكأنه يطلب الراحة طلب كوب من الماء وجلس صامتا الصمت الابدى
تجمع المارة وتقدم منهم طبيب شاب لمس يديه وفحص عينيه وقال البقاء لله
غادر اغلب المشاهدين وحضرت الإسعاف متأخرة كالعادة معها الشرطة
لم يكن فى جيبه سوى أدوية الصداع وبطاقة شخصية
سالت الطبيب ماذا حدث ؟قال واضح انه لم ياكل وجسده منهك هبوط فى الدورة الدموية حملته ايادى المسعفين واغلقوا عليه حافظة الجثث ورغم اننى لااعرفه دمعت عيناى
واصابنى حزن وكاننى اعرفه فقد قلت فى نفسى هل لم يهتم به عابر سبيل وشعر بجوعه ومرضه ؟؟؟؟لماذا حضر إلى هنا رغم تعبه وحيدا ؟؟هل كان يبحث عن أمل وطوق نجاة
لماذا يغادر دون أن يبوح بمافى صدره ؟؟؟
ترك المسعفين قطعة قماش التى كانت. ترافقه فقد كانت أكثر حنان من البشر !!!
بينما حذاءه كان على قارعة الطريق يودع صاحبه

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات