تعرف على الابن الوحيد في حياة الراحلة ” شادية ” ..

شادية تحمل الطفل عاصم شادية تحمل الطفل عاصم

 

بقلم / أمل فرج

ليس لجمالها ، ليس لفنها ، ليس لأنوثتها انجذب الجماهير ..ليس لطربها ، ليس لأنها ظلت زهرة تراقص فراشات البساتين ، وتنام بين أحضان النسمات في رقة ، ودلال كانت معبودة الجماهير .. ـ وحاشا لله أن يُعبد سواه ـ ولكن لأنها ” شادية “

لأن في قلبها ولدت مشاعر كمعادن نادرة ، من تربة زمن جميل ، لن يتكرر .. جسدت ـ الجميلة ـ ” شادية ” أجمل معاني الإنسانية في مواقفها ، وأفعالها ، قبل الكلام ؛ لتكتب لنفسها الخلود في قلوب الجماهير العريضة ، رغم الغياب عن الظهور ما يقارب سبعة وثلاثين عاما ، ” فاطمة أحمد كمال شاكر ” ، هكذا اختار لها والدها ، المهندس الزراعي ” كمال شاكر ” أن يكون اسمها في شهادة الميلاد ، والتي ولدت في 8 / فبراير 1931 ، عاشت ” شادية ” إنسانة بسيطة ، لم تغيرها الأضواء ، والشهرة ، ظلت شديدة التواضع ، رغم شهرتها ، وجمالها ، وزواجها من فارسين من فرسان الشاشة العربية آنذاك ، قد كان أول زواج لشادية من المهندس ” عزيز فتحي ” ، وزيجتها الثانية من الفنان ” عماد حمدي ” ، ولم يتجاوز زواجهما ثلاث سنوات ، أخيرا تزوجت الفنان ” صلاح ذو الفقار ” ثم انفصلت عنه عام 1969، لم يقدر لشادية أن تعيش الأمومة ، وقد سئلت شادية في إحدى لقاءاتها عن أغلى أمانيها ، فأجابت دونما تفكير ” يكون عندي دستة أطفال لما يبقى عندي خمسين سنة ” ، ولكن ليس كل ماتمنت نالت ، فقد بلغت الخمسين ، وظلت تتوق نفسها لمداعبة طفل يداعب أمومتها ..

كانت شادية تنسى الأضواء ، أثناء تجسدها مشاهد الأم ، وبالفعل كانت تمنح طفلها في المشهد كل طاقة الأمومة في مشهد حقيقي ، لا يقطعه غير صوت المخرج امتنانا لها على إبداعها ؛ لتعود شادية إلى الواقع ، وتتذكر أنها كانت محض لحظات كاذبة ، ولكنها كانت تشعر بجمالها  .. و يذكر لشادية تجربة وحيدة في واقع حياتها في محاولة منها أن تعيش أمومتها  ، فقد كانت أما لطفل على مدار شهر واحد ؛ حيث يذكر أن ” شادية” حاولت أن تربي طفلا كان اسمه ” عاصم” ، عاش معها قرابة ثلاثين يوما ، ـ حسب رواية ” عاصم بدر ” الطفل الذي ربته شادية  ،  وهو شاب الآن ، ويروي لنا أمومة شادية ، ويقول : ” كنا بنشتغل في الفيلا بتاعتها في الهرم ، وكان عندي وقتها 6 سنوات ، ولما شافتني شالتني ، وباستني ،وادتني خمسين جنيه ، وقالت لأمي إنها هتاخدني وتربيني ، وأكون زي ابنها ، وفعلا رحت وفضلت تقريبا شهر ، وبعدين أمي خافت أحسن لما أكبر ما أعرفهاش ؛ فطلبتني منها ، كانت ست طيبة أوي ، وحنينة ، وتروي الست ” جميلة ” ـ والدة ” عاصم ” : كانت ” شادية  بتيجي ـ باستمرار ـ لعاصم ، وتفضل شايلاه ، وتغنيله ، وطلبت مني تاخده يعيش معاها ، وكنت أقول لها : طيب ولو خدتيه ، وربتيه ، وأنا بعيدة عنه ، يكبر ما يعرفش أمه ، زي الأفلام اللي بتعملوها ، كانت ـ الله يرحمها ـ تضحك عليا وتقولي : ” ما تخافيش أنا هجيبهولك ، وانتِ تعالي شوفيه ” ، وأصرت  الست ” جميلة ” أن تغادر بصغيرها من منزل الجميلة ” شادية ” ؛ خوفا من أن يتعلق الصغير بحنان شادية ، ويستمر في حياته معها ، ثم يكبر ولا يكون بارا بأمه .. وهكذا فشلت ” شادية ” في محاولتها أن تعيش الأمومة لأكثر من شهر واحد في حياتها ، اعتزلت شادية أحزانها ، وفنها ، وتفرغت لمحاسبة نفسها ، والإقبال على ربها ، ويذكر أنها قد باعت كل عقار تملكة ، وتطوعت به لبناء مؤسسات خدمية، ومنها مساهمتها في مسجد “مصطفى محمود ” ، ولم تُبقي على شيئ مما تملك سوى منزلها بالجيزة ، والذي ظلت به طيلة حياتها ، حتى خرجت منه ، ولم تعد . رحم الله ” شادية ” .

أمنية شادية بخط يدها في دستة أطفال

أمنية شادية بخط يدها في دستة أطفال

شادية في وجه ملائكي

شادية في وجه ملائكي

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات