دير العذراء مريم بجبل الطير … تاريخ ممتد وزوار بالملايين

كتب : جوزيف العرقاني

ترتفع أصواتهم معًا « شىء لله يا أم المخلص» «شىء لله يا عدرا» نزورك مجبورين الخاطر كل عام.. تلك هى دعوات الجميع مسلمين وأقباط بدير العذراء بجبل الطير بسمالوط،فأكثر من مليونى مسلم ومسيحى يتشاركون فى احتفالات الليلة الكبيرة لموسم العذراء بقرية جبل الطير التابعة لمركز سمالوط شمال المنيا وسط تشديدات أمنية مكثفة .

الجميل ما يسجله الاحتفال سيمفونية رائعة تخرج من مشاعر الإنسانية الكامنة التي خلق الله بها الإنسان ونجد صورة حية لنسيجنا الوطني مسيحيين ومسلمين متشابكين برباط المحبة والألفة لأن الهدف دعاء وصلوات وبركات بمكان زارته العائلة المقدسة وتوثيق أن مصر مباركة و المكان ضمن مسيرة رحلة العائلة المقدسة بأرضنا ويتمتع بطبيعة ربانية خلابة بين ارتفاع الجبل وبالأسفل نهر النيل وجمال الخضرة والزرع الذي يكسو ضفتي النيل وحياة البساطة إنها حقاً جنه علي أرضنا , ولذا نقدم لمحة تاريخية واجتماعية عن الدير والاحتفال وتأثير ذلك في نفوس الشعب
فأولا :- مساحة الدير حوالي 2000م2 مربع تقريباً

ثانياً :- موقع الدير …يقع فوق الجبل شرق النيل بسمالوط بعد حوالي 2 كم جنوب معدية بني خالد وقد أنشئ للدير طريق خاص يربط بين الدير وطريق مصر أسوان الشرقي الجديد ويخدم الطريق الدير المنطقة الصناعية أيضا – وقد أنشئ طريق خاص من (طريق مصر – أسوان الشرقي الجديد ) وعدد سكان الدير حوالي 15 ألف نسمة تقريباً

ثالثاً :- حكاية أصل الدير :- في البداية ظلت المغارة التي اختبأت بها العائلة المقدسة مجهولة حتي أتت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين التي كانت تتبع رحلة العائلة المقدسة فأتت إلي سمالوط وتيقنت بالأدلة بأن هذا هي المغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة فأمرت الملكة بنحت صخرة كانت علي المغارة وشيدت الكنيسة الأثرية الموجودة الآن في سنة 328 ميلادية وهي الدور الأرضي أما الدور الثاني والثالث تم أنشاؤه حديثاً في عهد المتنيح الأنبا / ساويرس مطران المنيا والاشمونين عام 1938 م

الآثار الموجودة بالكنيسة

(1 ) المغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام تقريباً

(2 ) المعمودية الأثرية وهي منحوتة في أحد أعمدة الكنيسة ويرجع تاريخها للقرن الرابع الميلادي ولا يوجد مثيلها بجميع الكنائس (3 ) اللقان الأثري في صحن الكنيسة تجويف تستخدمه الكنيسة ثلاثة مرات في السنة لقان عيد الغطاس , خميس العهد , وعيد أبائنا الرسل

(4 ) الحجاب الأثري ” حامل الأيقونات ” ويوجد في الكنيسة بقايا الحجاب الأثري الذي كان مكون من الصخر منحوت عليه صورة 12 تلميذ وبعض الرموز القبطية ونظراً لبساطة الناس فكانوا يأخذون أجزاء منها علي سبيل التبرك بها ولم يتبقي سوي 7 قطع صور للتلاميذ المنحوتة وبعض الرموز القبطية ووضعها في الباب الغربي للكنيسة وتم عمل حجاب خشبي وهو الموجود حالياً .

للدير ثلاثة أسماء

(1 ) دير جبل الطير نسبة لوجود طائر أسمه البوقيروس وهو طائر مهاجر يشبه أبو قردان إلا أنه يوجد حول عنقه ريش طويل وكان يتجمع في بالألوف وكان ينقر في الصخر مما تسبب في تصدع وشرخ في الجبل تحدث عنه شيخ المؤرخين المصريين ” أحمد بن علي المقريزي المعروف بأسم تقي الدين المقريزي في خططه المقريزية

(2 ) دير الكف تعود التسمية إلي أنه كانت تعيش بالجبل ساحرة شريرة كانت تربط سلسلة في أحدي صخور الجبل ثم تثبتها في النيل لعرقلة المراكب الشراعية والسفن التي تمر من أمام الدير لتأخذ منهم إتاوات وعندما جاءت العائلة المقدسة إلي الدير فارتعبت الساحرة وفكرت في الانتقام منهم فصعدت فوق الجبل ومعها إتباعها وأسقطت صخرة كبيرة من الجبل علي العائلة المقدسة ولكن الرب يسوع له المجد عندما رأي الصخرة تسقط عليهم رفع كفه علي الصخرة فأنطبع كفه عليها ووقفت الصخرة في الحال وسقطت الساحرة وأعوانها من أعلي الجبل وانتهت قصتها وهذه القصة رواها البابا / ثاؤفيلس البابا رقم 23 من باباوات الكرسي المرقسي حيث ظهرت له العائلة المقدسة وروت له تاريخ رحلة العائلة المقدسة وتلك القصة موجودة في الميمر والميمر له ثلاث نسخ واحدة في دير المحرق بأسيوط والثانية بدير السريان والثالثة بروما لدي الفاتيكان وأما الصخرة التي طبع عليها كف السيد المسيح أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزي علي مصر وهي حالياً توجد بالمتحف البريطاني وحجمها 70 سم في 50 سم وثبتت بالأدلة أن حجم الكف المطبوع هو لطفل عمره سنتان ونصف .

(3 ) بدير البكرات ( البكاره ) فقال عنه / علي باشا مبارك يوجد دير علي سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط بالمنيا به بكارة وسلمتان سلم من الجهة القبلية وأخري من الجهة البحرية وهاتان السلمتان تؤديان للمغارة بالكنيسة الأثرية ويقال أنه هذا الدير كان به رهبان بالقرن الرابع ميلادي وقد سرد «البابا تيموثاوس» بالقرن الرابع الميلادي في مخطوط باسم (الصخرة) أن بهذا المكان كان يعيش رهبان القرن الرابع وقضى أسبوعاً كاملاً بهذا الدير، وقد استدعى «أسقف طحا الأعمدة» ليكون راعيا للمكان، والرهبان وقال الأب «صفرونيوس» رئيس دير المبتدئين بالقرن العاشر الميلادي بأنه كانت هناك حياة رهبنة بالقرن العاشر وصل عددهم 1000 (ألف) راهب تقريبا وهذا في كتاباته ومطبوعاته «صفرونيوس» التي نشرتها دار «فليوباترون» للنشر تأكيداً للرهبنة بذلك المكان والزمان، وقد اندثر الدير وعمر بالسكان ومازال المكان يحمل اسم دير ولتزامن موسم الحصاد مع عيد الصعود الإلهي كان الناس يذهبون للدير، محتملين مشقة الوصول، لتقديم النذور، وباكورة المحاصيل، وما لديهم من تقدمة للدير، ويتبركون بالمكان، حيث عاشت العائلة المقدسة ووجود كنيسة العذراء الأثرية بها.

وقد أهتم ويهتم نيافة الأنبا / بفنوتيوس مطران سمالوط وطحا الأعمدة بتعمير وبناء بعض المباني بالدير لما له قدسية وأثر ديني يعمل رواج للسياحة الدينية من جميع أقطار العالم فقد جدد كنيسة الأنبا مقار التي تأسست عام 1888 م وشارك نيافته في بناء مدرسة إعدادية لخدمة أبناء الدير ومبني للخدمات بجوار الكنيسة الأثرية به 7 معموديات بالدور الأرضي قاعة للمحاضرات ومكتبة للدير واستراحة للكهنة ومكان لاستقبال كبار الزوار ويقيم العديد من المباني والتشييدات التي تخدم المنطقة والمنيا كلها ومازال الدير يحتاج لتضافر الجهود من الدولة مع الكنيسة لإخراج أروع وأجمل بقعة سياحية دينية وطبيعة خلابة وأثار بالمنيا ومصر كلها ليري العالم مصر المباركة مصر السلام والسماحة مصر النسيج وروح المحبة .


ولا يسعنا أن نقدم كل التحية والتقدير لرجال الشرطة والجيش نسور وأسود ساهرين للدفاع عن الوطن وشعبه وصون مقدارتة وكل عام ومصر وشعبها بخير وسلام .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات