قصة حب جمعت بين إسلام محمد “طالب” بإحدى الجامعات الخاصة، وفتاة تصغره بسنوات قليلة، واستمرت أشهرا، بعدها قرر الشاب إنهاء العلاقة والانسحاب من حياة الفتاة، التي تسببت له في مشاكل كثيرة.
كانت الفتاة في انتظاره على أحرِّ من الجمر كعادتها، لم تكن تعلم أنه يخبئ لها مفاجأة سوف تقلب حياتها رأسا على عقب، حيث أخبرها بأن هذه هي المرة الأخيرة التي سوف تراه فيها.
حديث إسلام لم يرضِ الفتاة، التي أصرت على استكمال قصة حبهما، مؤكدة له أنها لن تعيش دونه، ومع إصرار الشاب اضطرت الفتاة إلى الادعاء بأنها وافقت على طلبه وسوف تنزل على رغبته، بينما كانت تخطط لأمر آخر.
رحل كل منهما، بعدما اتفقا على أن القدر رسم طريقا مختلفا لكليهما، زال حمل كبير من على صدر الشاب، الذي كان يرى أن القصة لن تكتمل، فيما بدأت الأفكار الشيطانية تداعب الفتاة، لكنها قررت أن تعطيه فرصة أخرى.
اتصلت به هاتفيا وأكدت له عدم قدرتها على نسيانه، وبدأت في ملاحقته في كل مكان، تحدثت إلى أصدقائه، وذهبت إلى منزله، فيما أًصر “إسلام” على موقفه.
رأت الفتاة أن الأمر أصبح معقدا وأن حبيبها لن يعود إليها طواعية، فتمكنت من التواصل مع عدد من الأشخاص، الذين انتحلوا صفة ضباط شرطة، وتوجهوا إلى منزله، وفي كل مرة لم تسنح لهم فرصة الإمساك به، حيث ترك المنزل وهرب بعيدا خوفا من عمليات الملاحقة وخوفا من البطش به.
لم تنسَ الفتاة، وقامت بدفع أموال أكثر للأشخاص الذين استأجرتهم لتمثيل دور رجال الشرطة، الذين بذلوا جهدا أكبر للإمساك بالشاب، حتى لاحظوا وجوده ذات مرة خلال زيارته للمنزل، وحاولوا الإمساك به، وفيما يقاوم الشاب، تعدوا عليه بالضرب المبرح، حتى كاد يفقد الوعي، ثم وضعوه داخل سيارة ميكروباص، وتوجهوا به إلى مخزن بمنطقة الهرم بالجيزة.
ساعات مرت على غياب الشاب، ما تسبب في قلق أسرته، وبعد محاولات فاشلة للتواصل معه، لم يجد الأب بدا من الذهاب إلى قسم ثاني شبرا الخيمة، وهناك التقى المقدم محمد الشاذلي، رئيس المباحث، وأخبره أنه علم أن نجله تم القبض عليه، ويسعى لرؤيته والاطمئنان عليه، وهنا كانت المفاجأة عندما أخبره الضابط أنه لم تخرج قوة من القسم، وأن ابنه تعرض للخطف.
وبإخطار اللواء رضا طبلية، مدير أمن القليوبية، تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء هشام سليم، مدير المباحث، وقاده العميد يحيى راضي، رئيس مباحث المديرية، تم خلاله متابعة خط سير المجني عليه.
وبتفريغ كاميرات المراقبة، بمعرفة رئيس المباحث، تم تحديد هوية المتهمين، وأسفرت عمليات الرصد والمتابعة، عن رصد خط سيرهم، فتم إخطار قيادات المديرية بالمستجدات، وبناء عليه تم استئذان النيابة العامة، التي أمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهمين، وتحرير المجني عليه.
انطلقت قوة من ضباط مباحث القسم بالتنسيق مع الأمن العام بقيادة اللواء علاء سليم، ومديرية أمن الجيزة، تم استهداف مخزن أكدت التحريات أن المجني عليه محتجز به، وفي أقل من 24 ساعة كانت قوات الأمن قد تمكنت من ضبط المتهمين.
بمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بتحريض من فتاة “تم تحديدها”، وأكدوا أنهم لا يعرفون المجني عليه، وبالعرض على النيابة قررت حبسهم على ذمة التحقيقات.
