المواطنة نيوز تنفرد بتقديم مارو نبيل فى اول تجربة قصصية ” روز “

مارو نبيل

روز فتاة بسيطة جميلة المحيا، شعر الطويل ينسدل بنعومة علي كتفيها…

كانت تعيش مع جدتها لكثرة إشغال والديها ، كبرت روز و هى في كنف جدتها العجوز، تستمتع بآحاديثها التى كانت بمثابه عالم خاص صنع خصيصاً لها وحدها.. ذلك العالم المليء بالأساطير و العشق و متع الحياة.

و كثيراً ما كانت تسافر بخيالها إلي ذلك العالم، و هي لم تبرح مكانها بجوار الجدة.

عالم مختلف، ذو طبيعه لا تخلو من الجمال المزدان بأروع الألوان.

ذات يوم، و هي تجلس في إنتطار قصة جديدة… آتت الجدة و علي محياها إبتسامة حنون… إحتضنتها و هي تخبرها انه لا توجد اي قصص اليوم، و قبل ان تنبس روز ببنت شفه، كانت الجدة تخرج مجموعة من اقلام الرسم الفاخرة و لوحة بيضاء…

طلبت الجدة من روز ان ترسم بعض من ذلك العالم الذي تسافر روز اليه بخيالها…

آستجابت الفتاة لطلب جدتها التى كانت تثق بها و تمثل لها الأمان و الحنان ..

ذهب روز إلى أعلى المنزل حيث السطح الذي يعانق الهواء النقي ومعها ادوات الرسم.

بدأت سريعاً بوضع اول الخطوط، بعد ان رآت بعين الخيال ماذا تريد ان ترسم …

انهمكت في العمل علي اللوحة، على آمل أن تنتهى منها فى آقرب وقت كى تعود إلى جدتها وتستمتع بقصة جديدة.

كان الهواء يعبث بشعرها الكستنائي الطويل، استمتعت به بينما كانت تضع بعض اللمسات الاخيرة، لتضفي علي لوحتها البسيطة جمالاً …
اخذت الرياح تشتد حتي، الا انها لم تبالي و انهمكت في الرسم اكثر إلا ان قلبها هذة المرة قز بدأ يساوره القلق و بعض من الخوف… فقد تأخذ الريح ما رسمته لجدتها..

كان إصرارها أقوي من الرياح التي اخذت تشتد و تعاند، و ظنت لوقت انها اقوي من القدر …
ظلت لوقت متمسكة بلوحتها و هي تعكف علي إنهاءها، إلا انه غالبا ما تأتي الرياح بعكس ما يشتهي السفن!!
فجأة سمعت صوتاً مدويا في السماء حيث ابرقت و ارعدت و انهمرت امطار غزيرة اغرقتها و افسدت معالم لوحتها غير المكتملة!
آخذت روز تبكي و تصرخ ناظرة نحو السماء صارت غير مباليه بالامطار التي اغرقتها تبكى وتصرخ وهى تنظر نحو السماء… تعاتب القدر!
من أين جاءت تلك الأمطار لتأخذ منى ملامح حلمى!
كانت روز تبكى بمرارة تعتصر قلبها كلما تذكرت، محاولاتها المستميتة ضد الرياح حتي لا تنتزع منها لوحتها و تطوحها بعيداً… تذكرت كم كانت تعاند وتكابر وتصر على إكمالها رغم الظروف …

نظرت بصمت إلي تلك اللوحه وهى لا تدرى ماذا ستقول لجدتها، ولكن صمتها لم يدوم طويلا، حين وقعت عينيها على تلك الآقلام الفاخرة، و علي لوحة بيضاء جديدة اخبراها انه مازال بإمكانها الرسم مجدداً..
فلملمت اشياؤها التي بعثرتها الرياح و هي تقول لنفسها “..يكفى اليوم شره، وغدأ يوم آخر ربما يمكنني البدء فيه من جديد” !!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات