بقلم أمل فرج : كبدي على ولدي انفطر .

البرلمان الموقر ، أحمل لكم رسالة من المصريين ، ولي في نفسي لكم سؤال : هل أصبح أعضاء هذا البرلمان لا يجيد سوى تفجير قضايا وطرح قوانين تعمل على تقسيم الشعب ، وتفريق شمله ؟!
لقد تشبع الشعب المصري من طروح لا جدوى منها في حياته ، بل تشبع من طرح قوانين أرهقته كثيرا على كافة المستويات ، لقد حملتم الشعب مالا يطيقه غيره من الشعوب ..
أيها السادة ألا منكم من أحد يلتفت حقا لصالح الشعب ،فيرحمكم قليلا مما يحمل لكم الشعب في نفسه؟
ألا من رجل رشيد منكم يتنبه لمصير طلاب الثانوية العامة في العام المقبل ، في ظل ما خرج به علينا وزير التربية والتعليم من نظام هو في الحقيقة طفرة غير مسبوقة ، ويحمل الأهالي و الطلاب الذعر أضعاف الأضعاف ، ألا خرجت سيادة الوزير على هؤلاء المذعورين ؛ فتهدىء روعهم ، وتوضح لهم حقيقة هذا النظام واستعداداتكم له ، خاصة وأنه يعتمد على بنك المعرفة و التقنية التكنولوجية البحتة ، في الحقيقة هو دم جديد يُنقل لجسد الثانوية العامة في مصر ، ولكن ماذا بشأن الروح ؟! هل تتماشى هذه الروح مع الثانوية العامة تحديدا ، بعد أن اعتاد الطالب على نظام يتباعد تماما عن النظام الجديد كما بين السماء والأرض ، ألم يكن من الأجدر أن يبدأ سيادة الوزير هذا النظام تصاعديا ، بدءا من السنوات الدراسية الأولى حتى يتسنى للطالب إتقان النظام ، بدلا من أن يشعر طالب الثانوية العامة أنه فأر تجارب في سنة مصيرية ، حاسمة ، وهي الشبح الأعظم على مدار حياة الشعب المصري ، فكيف يجدر بنا أن نزيد الذعر ذعرا في مثل هذه السنة الدراسية تحديدا؟!
على صعيد آخر ، هل يعيش سيادة الوزير حقيقة فئات الشعب المصري ؟ خاصة وأن هذا النظام سائد على جميع أبناء الشعب بكفورها ونجوعها ، والمدارس الحكومية بإمكانياتها المحدودة ، بما يشمل عدد الطلاب المهول في الحجرة الدراسية الواحدة .. ألا كان من الأجدر بوزير التربية والتعليم قبل أن يقرر التجديد ، أن يقنعنا كيف سيتسنى لهذا النظام المرور بسلام بكل ما يحمل من تقنية مع هذه الظروف المضادة تماما ؟! وكيف جهز استعداداته أمام أية ظروف طارئة خاصة بتعثر توفير أجهزة الكمبيوتر ، أو الآيباد ، وما إلا ذلك على طلاب المدارس الحكومية خاصة ، ألا نرهق هؤلاء كثيرا فوق طاقتهم في ظل ظروف اقتصادية لا تحتمل المساس بمزيد من المراهنة على صبر هذا الشعب ؟! وغير ذلك كيف استعد الوزير بشأن سد جميع ثغرات عرقلة هذا النظام من سوء خدمات النت ، أو تعليقها ، أو التشويش عليها ، وما إلى ذلك من ظروف قد تتعرض لها الخدمات ؟!! أو في حال انقطاع الكهرباء ؟!
من جانب آخر ، وفيما يخص المعلم ، كيف للطال والمعلم أن يتعلمان في نفس الوقت ، وهذا الطالب تحديدا – طالب الثانوية العامة- لا يحتمل أن ينتظر حتى يتعلم معلمه ؛ فيعلمه ، أي منطق هذا ؟! المعلمون يا سيادة الوزير أجهل من الطلبة بالنظام ، فكيف تراهنون على مصائر الأجيال ؟!! وتدريب المعلم للاستعداد لمرحلة الثانوية العامة لابد أن يكون بدرجة الإتقان ، وهو ما يحتاج لوقت يناسب طبيعة التقنية وحساسية المرحلة ..
أناشد وزير التربية والتعليم بمراجعة الأمر ، ودراسة مناخه جيدا ، قبل تطبيق أو دراسة النظام نفسه ، كما أناشد سيادته بالخروج على أبناء الشعب وأسرهم مرارا وتكرارا ، وطمأنة روعهم ، وتوضيح الأمر بكل ما يحتمل من ثغرات وكيفية معالجتها .. ووفقكم الله لما فيه الخير ، ورحم الله شعب مصر .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات