يا “خُشت”.. أعرضْ عن هذا

مختار محمود

يا “خُشت”.. أعرضْ عن هذا واستغفر لذنبك، وتُبْ إلى ربك متاباً.لا يقنع الدكتور “محمد الخُشت” بمنصبه الرفيع رئيساً لجامعة القاهرة. يبدو الرجل طموحاً متعجلاً. الطموح مشروع، ولكن التعجل مرفوض. أذلَّ الحرص أعناق الرجال . و”الخشت” منذ قدومه إلى موقعه الحالى وهو متعجل وحريص ومتطلع إلى منصب أرفع. الخطوة التالية التى يعمل من أجلها “أبو الأخشات” تتمثل فى رغبته فى القفزعلى إحدى الوزارات. يحلم أستاذ الفلسفة بأن يكون وزيراً لـ”الثقافة” أو “التعليم” أو “التعليم العالى”، لا سيما أن “منصب الوزير” فى مصر لم يعد يحتاج إلى قدرات خاصة، ولكن مؤهلات أخرى، لا تعلمونها، الله يعلمها، ولكم فى وزراء “الصحة” و”التعليم” و”التعليم العالى” و”الثقافة” و”البيئة” عِبرة يا أولى الألباب.

منذ أمسك  بالميكرفون، وتقمص شخصية “نبطشى الأفراح” داخل جامعة القاهرة مُعلناً تخفيض مصروفات بعض الطلاب، كشف صاحب المؤلفات الفلسفية المتعددة عن شخصية لا تقدر التقاليد والأعراف الجامعية، ولا تحفظ للمنصب الرفيع وقاره، فضلاً عن أنه أظهر جينات “عبده مشتاق” التى تسكنه، والتى قد تدفعه إلى أن يفعل أى شئ من أجل بلوغ المراد.

أدرك “الخُشت”، كما أدرك غيره، أنه بهذه الحيل والألاعيب ، تورد الإبل، وتدرك المناصب، وتُمنح العطايا، ويُنال الرضا السامى الأبدى، ولكنه أوقع نفسه فى فخٍ بدد كثيراً من الهالة التى يحيط بها نفسه، وهى هالة افتراضية وهمية خادعة، لا تختلف كثيراً عن الهالة التى يعيش داخلها وزير الأوقاف الحالى الذى تحول إلى أيقونة أسطورية يقتدى بها كل طامح وطامح !

حتى الذين يختلفون مع الأزهر وإمامه الأكبر، سواء عن جهل أو علم، لم يتعاطفوا مع “الخُشت”  خلال سجاله مع الدكتور أحمد الطيب خلال المؤتمر العالمى لتجديد الفكر الدينى، بل إن بعضهم هاجمه وسخر منه وقلل من مكانته العلمية وغمز ولمز فيها.

المواجهة غير المُعدة سلفاً بين شيخ الأزهر و رئيس جامعة القاهرة، جاءت قدرية، لتميز الخبيث من الطيب، ولتكشف عن حالة وقدر العصابة التى تتناوب الهجوم على الإسلام عبر وسائل الإعلام المختلفة، المحلية والخارجية، وتبرز قدراتها المحدودة، وضعف مؤهلاتها. وفى هذا السياق يمكن العودة إلى الحلقة التى أذيعت مؤخراً على شاشة “دى إم سي”، واستضافت خلالها “ياسمين الحصرى” طبيب التحاليل “خالد منتصر” للوقوف على سلسلة من الأخطاء التاريخية والمعلوماتية التى وقع فيها الطرفان، لا أدرى عن جهل أو عن عمد، ويقع فيها كل من يرفع سيوف جهله على الإسلام.

أراد “الخُشت” أن يسترضى أسياده وينال رضاهم، ويحظى بعطاياهم، فحاول أن يستعرض عضلاته، ولكنه لم يصمد أمام قوة حجة شيخ الأزهر الشريف، وحُسن بيانه، وصدق نيته، ونبل هدفه.

لقد صاغ “طرفة بن العيد” حكمة بليغة فى معلقته عندما قال: إذا كنت مرسلاً فى حاجة فأرسل حكيماً ولا توصه، ولم يقلْ: “فأرسل خُشتاً” ولا توصفه، فالفارق شاسع جداً بين “الخُشت” و”الحكيم”.. جَفَتْ الأقلام وطويتْ الصُّحف.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات