نازك شوقى
اتشحت محافظة الفيوم اليوم بالسواد بعد سماع خبر استشهادا ابنا من ابناءها فهى معتادة أن تقدم في كل عملية إرهابية شهيدًا وبطلًا من ابطالها مثل المجند المهندس “محمد عوض حواس”، ابن مركز أطسا، والذي استشهد في تفجير عبوة ناسفة بئر العبد قبل الإفطار بساعة، ليكون ثاني شهيد يقدمه مركز إطسا في أسبوع واحد، من خريجي كلية هندسة لم يلبث على التحاقهما بالتجنيد سوى 5 أشهر.
وكان آخر ما كتبه الشهيد “محمد عوض”، عبر حسابه على “فيسبوك”:
“أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه” مشيرا إلى اختياره مجندا بفرقة سلاح المهندسين من أكتوبر الماضي، وكان الشهيد قليل التدوين على صفحته التي كتب عليها فرحا بانتهاء مسيرته التعليمية ملتقطا بعض الصور مع زملائه قائلا: “وخلصت مسيرة التعليم.. ومناقشة المشروع. ربنا يجمعنا على خير تاني إن شاء الله”.
وشارك تدوينة أخرى تقول: “ربي عوضني خيرا عن كل شئ انكسر بنفسي، وكل يأس أصاب قلبي، ولا تجعل لي رجاء عند غيرك اللهم أرني الفرح بمستقبلي، اللهم سر قلبي بفرحة.. ويارب افرحني بشيء انتظر حدوثه اللهم أني متفائل بعطائك فاكتب لي ما أتمنى”.
يذكر أن الشهيد محمد هو أوسط أخوته الثلاثة، أحدهم انهي دراسته الجامعية، والأصغر يدرس بكلية الحاسبات والمعلومات، ووالده فلاحا بسيطا يعمل بأرضه الزراعية ومن أسرة متوسطة تقطن قرية الونايسة التابعة لمركز إطسا.
وعن الشهيد تحدث صديقه المقرب ورفيق الدراسة بكلية الهندسة بجامعة الفيوم قسم مدني، السيد عبدالجليل، مجند، قائلا: “محمد كان دفعتي في الجامعة 5 سنوات مع بعض، وكان أقرب الناس ليا، وكان قلبه طيب وكل الصفات الحلوة فيه.. خلوق محترم ملتزم هادي.. كان عايش عيشة أهله مش بيتصنع في تعاملاته.. وكان في رمضان إللي فات عملنا فطار جماعي في السكن الجامعي وفطر معايا في اليوم ده.. قلبي وجعني عليه”، مشيرا إلى أنه استشهد وهو صائم، وما حدث لزملائه المجندين رأى فيه ردًا من الخونة على عرض قصة حياة البطل الشهيد أحمد منسي “أسطورتنا في الجيش.. ولم ولن نفرط في حق زملائنا وأخواتنا وسيناء الحبيبة في القلب” -حسب قوله-.
وكان قد شهدت الدفعة 48 معهد فني حربية عصر أمس، انفجار عبوة ناسفة غرب قرية تفاحة بمدينة بئر العبد شمال سيناء، ما أدى إلى استشهاد وإصابة 10 ضباط وجنود من القوات المسلحة، التي أكدت أن هذه المحاولات الخسيسة للإرهابيين المتطرفين سوف تكون الا زوال والوطن باق بأبنائه.
