لماذا يتجاهل العلمانيون المصريون الإرهاب الصهيوني؟

مختار محمود

بينما كانت قوات الاحتلال تعيث فسادًا في رحاب المسجد الأقصى وتطارد المصلين العزل..كانت التنويرية عارية الكتفين تنشر على منصتها الإلكترونية الممولة واسعة الانتشار، صورة لها أثناء عزفها على آلة البيانو، في أحد شوارع أوروبا، وهي في غاية الانتشاء وموفور السعادة. وبينما كان نبلاء وكرام العالم يتداولون صورًا تبرز وحشية الكيان الصهيوني مع المسلمين الأبرياء، كان المجدد البارز المتخصص في “طب البظريات” ينشر على حسابه الشخصي فتوى دينية ملفقة لا أساس لها؛ بهدف استجلاب التعليقات المسيئة والمهينة إلى الإسلام.

وبينما كان قساوسة كنيسة القيامة يحتجون على ما حلَّ بساحة إخوانهم ومواطنيهم المسلمين في فلسطين، كان العلماني الماكر، الذي ادعى العمى والشلل منذ أسابيع قليلة، يُحرض على إعادة صياغة القرآن الكريم وحذف بعض آياته وسوره، واستبعاد المادة الثانية من الدستور المصري، والمادة “98 و”؛ للتمكين لازدراء الإسلام. إذن..تلك هي الحقيقة القاطعة التي لا تقبل تشكيكًا؛ فأولئك الذين يطرحون أنفسهم دعاة تنوير وتجديد وحريات وإنسانيات وصعبانيات، ليسوا إلا كاذبين واهمين مدلسين، وليسوا مشغولين بشيء سوى هدم الإسلام ونسف ثوابته وتحطيم أركانه.

تلك هي البضاعة الفاسدة التي يقتات عليها من ينسبون أنفسهم زورًا وبهتانًا إلى تيار التجديد والتنوير، ويشكلون فيما بينهم مافيا وعصابات متناغمة؛ بهدف إعادة فك وتركيب الإسلام، بحسب ما يتم تلقينهم وتحفيظهم. لم ينشغل أولئك العقلانيون بإرهاب الكيان الصهيوني في المسجد الأقصى، في الوقت الذي يعلنون فيه الحداد، إذا ما وقع حادث طاريء في الغرب، ويصوبون الاتهامات نحو الإسلام، باعتباره حضانة الإرهاب، وما أكثر المرات التي كانت التحقيقات تبريء فيها المسلمين من اقتراف تلك الحوادث. أحداث المسجد الأقصى الأخيرة أظهرت الوجه القبيح لهذه العصابة المنفلتة التي لا تجد حرجًا من العبث بدين الله واللهو به، تحت دعاوى واهية متهافتة. إن هذه الفئة الباغية الماجنة التي تقيم الدنيا ولا تقعدها؛ بسبب فتوى قديمة “بنت عصرها”، ويتخذونها تكئة لوصم الإسلام كله بالإرهاب، والتحريض على نفيه من الحياة، يصيب الرمد عيونهم، إزاء الإرهاب الصهيوني الحي ضد المسلمين العزل، ويتغافلون عنه، ويسعون إلى إلهاء متابعيهم بتوافه الموضوعات والكلام والصور. إنهم يدركون أن إدانتهم، في أي وقت وأي لحظة، للإرهاب الصهيوني، سوف تغلق عليهم روافد دخولهم السخيَّة والمتعددة من الخارج، من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا..ودع القوس مفتوحًا، وللحديث بقية..

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات