دكتورة نهلة بكرى تكتب حق العودة

دكتورة نهلة بكرى

 

بقينا أجانب في بلدنا لا عارفين الشوارع ولا المباني ولا الأسامي ولا مناظر الناس. خرجنا على أفواج لأننا ما قدرناش على التغيير اللي خلى اليمين شمال والشمال يمين، اللي خاف واللي طهق كله طفش.

في الغربة أيقنا إننا سيبنا أرضنا للمحتل تحت ضغط ولازم نرجع تاني نرجع اللي كان. عمالين ننزل صور لأهالينا وأجدادنا بأزيائهم وشكلهم المتحضر، صور للشوارع والمباني اللي اختفت، للأرض الزراعية اللي اختفت، للمصانع اللي اختفت، لمصر زمان .. اللي اختفت.

إكتشفنا ان اللي قعد وتحول سواء برضاه أو بخاطره مش عاوزنا ورافض عودتنا وكل حاجة مننا. وبقينا في شحن واحتقان مين فينا المصري! كل فريق مصمم على هويته وثقافته. تفتكروا دي بلد هتعمر واهلها عمالين يمزقوا فيها؟ أكيد لأ، علشان كدة كل تنمية بتحصل عاملة زي نقطة في بحر.


اذا لم تتحدد بوضوح هوية البلد، دينية أم علمانية، مصرية أم سعودية هنفضل بندور على الفاضي. ولغاية ما تتحدد هنفضل نشوف أكشاك تبيع صكوك الغفران ويقابلها الحاد وتمرد على كل نظام. 


من حقنا العودة الى وطننا المفقود، من حقنا مقاومة الإحتلال والارهاب والتخلف، فالحقوق تؤخذ ولا تعطى، يمكن ساعتها أولادنا يلاقوا دولة مش شبه دولة، يمكن يلاقوا شوارع نظيفة ومدارس ومستشفيات وشغل يكفيهم.
هل يتحد المصريين بأموالهم وخبراتهم بهدف عودة الهوية؟

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات