موجع قلبي ممزق أشلاء ..!!

إيناس المغربي
 بقلم الكاتبة المصرية / إيناس المغربي
أه من وجعك يا قلب .. مكلوم أنت بفقد الابن، مفجوع بموت أم وهلاك أب – توقف النبض فيك بتشتت العائلة و هدم البيت ..!! أواه، ثم أواه، ثم أواه .. !! لله درك فلسطين الأبية العفية – فلسطين الشامخة العلية .. !!
ولله در شبابك البواسل الصامدين أمام بابك كأسود حُماة مرابضين لإعدائهم متحفزين متوثبين، و لأي غدر أو خيانة هم عليها قادرين . أهل فلسطين أناس دافعوا بكل ما أوتوا من قوة، فتجشموا الصعاب بشتى ألوانه من جوع وظمأ وفقد، لم تثنيهم الشدائد ولا المصاعب عن أداء الواجب نحو وطنهم الذي هو الرمز وهو الهوية، فبدون الهوية يصبح
الإنسان غريبا شريدا، أسيراً لضعفه وخذلانه، وعجزه وبهتانه، لاتحمله أرضا ولا تظله سماء . وهل فلسطين ككل البلدان أوكباقي الأوطان، وإن كان لجل الأوطان الفداء بالنفس والنفيس ؟!!
فلسطين خصها الله عن باقي الأوطان بأنها أرض الديانات ومهد الرسالات ومهبط الأنبياء، فهي مسرى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” إلى القدس،
وصلى بها إماما بالأنبياء، ووصانا بها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” حينما قال (عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه ) .. وهى أولى القبلتين وثاني الحرمين، وهي أرض المحشر والمنشر، فكيف لا تصان وتكون بمنأى عن الأعداء ؟!! فلسطين دونها الروح والفؤاد، والغالي و العزيز !!
أطفالها في قوة الجلد والاحتمال رجال، .. وشبابها في العزة والأنفة والكبرياء شيوخ، وشيوخهم يؤثرون الموت علي الحياة من أجل نصرة الدين والوطن والعرض والحفاظ على المقدسات !! حقا هم رجال، بوأهم الله مكانة الأفذاذ الصادقين للعهد، والمحتسبين للوعد في قوله تعالى (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ..
وقال ﴿النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم، إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»، قالوا: وأين هم يا رسول الله؟
قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».﴾. فلابد من الانتفاضة وتحرك الشعوب العربية والإسلامية للقيام بدورها تجاه القضية الفلسطينية والعمل على دعم الحقوق المشروعة لأبناء فلسطين من مدهم بالروح والعتاد، والمؤن والسلاح، ولا يتركوا ينزفون حسرة ويتوجعون آلما وابتئاسا وقهرا .. !!
فمن مات ولده فهو فلذة كبدي ومن فقد أهله فقد ضاع أهلي ومن بتر عضوه فقد كان عجزي، فهم رغم ثباتهم ومضيهم قدما نحو الحق إلا أنهم ينتفضون أحتياجا لمن يعضدهم ويدعمهم ويؤمنهم، يحتاجون لحضن دافئ يبكون
فيه الوطن والعرض والفقد. فيا أمة الأسلام، يا جموع العرب، قفوا وقفة الأحرار الناصرين، لا وقفة المتخاذلين الناكسين، فحين يعود المسلمون إلى دينهم ويعتصمون بكتاب الله وسنة نبيه و يأخذون بأسباب النصر والتمكين ستعود لهم السيادة الكاملة على فلسطين وغيرها من البلاد تحقيقا لوعد الله الذي لا يتخلف
( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون . فاللهم وعدك الذي وعدت ونصرك الذي به ناصرت ، فلكم من الله الجنان والفراديس ولكم منا التحايا وأجل تكريم !!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات