عن المواطنة

بقلم د.وائل فؤاد نجيب

تتوالي خطوات الامم نحو الرقي والتقدم والتطور ويعتقد البعض ان التطور العلمي هو المعيار الوحيد للحكم علي قوة الامم وتطورها ويعتقد البعض الاخر ان مدي تحقيق مستوي متقدم من حقوق الانسان هو معيار اساسي في الحكم علي الامم

ويحاول البعض الاعتماد علي قوة الاقتصاد للحكم علي قوة دولة ما من الدول والملفت للانتباه ان اليابان شديدة التطور والعائد السنوي لاقتصادها من العوائد المتميزة ولكن عملتها في سلة العملات ليست مسيطرة واليابان

ايضا ليست هي الدولة التي تقود العالم وهي ايضا في ترتيب القوي العسكرية ليست منافسة لروسيا ولا الولايات المتحدة ولكنهم منذ سنوات يطالبون العمال في مصانعهم ان يكفوا عن العمل ساعات زيادة

وان يحاولوا ان ياخذوا اجازات اكثر وان يستمتعوا بالحياة ولا تطمح اليابان ان تلعب دور الصين ولا روسيا في منافسة الولايات المتحدة الأمريكية وعملتها التي تتحكم في اقتصاد العالم ولا دورها السياسي في قلب انظمة الحكم وعزل رؤساء بحجة عدم تطبيق حقوق الانسان الملفت للانتباه

ان الولايات المتحدة تنادي شرقا وغربا بضرورة تحقيق حقوق الانسان حول العالم ولكنها تغض البصر عن ما يحدث في اوكرانيا من قتل وتدمير ولكن لاجل حساباتها مع روسيا فهي تفضل ان تضع ابنها زيلنسكي

تحت ارجلها وقت طوفان حربها مع روسيا وتريد في نهاية الامر ان تصفي الموضوع مضحية بمن هي اختارته من قبل الممثل الكوميدي ليظل يلعب دورا رئيسيا في الكوميديا الهزلية هناك ومن جانب اخر نجدها تدفع بكل قوتها لتدافع عن وجود اسرائيل وحماية انجازاتها علي جثث الفلسطنيين من بنات ونساء واطفال وعجائز

وفي النهاية تغض البصر عن كل انتهاكات حقوق الانسان الفلسطيني منذ سنوات والي الان وتشجع حملات الابادة الجماعية وتقف مع توسيع رقعة الحضور اليهودي في فلسطين وتقف مدافعة عن حقوق الإنسان اليهودي ومستعدة لانهاء وتصفية القضية الفلسطينية من اجل تهيمن من جديد علي الشرق الاوسط

وتواجه بشكل عملي كل من يعترض طريق وجودها في الشرق معطية درسا صوتا وصورة لمن يفكر في الصمود في وجهها او محاربتها او محاربة اعز ابنائها الدولة التي تتمتع بكل الامكانيات وتريد كل المكاسب