ننشر تفاصيل قاتل عائلته بالفيوم بسبب ” كان بيقولي يا فاشل “

تعبيرية

كتب مايكل وديع

“بتزعلك يا فاشل.. طيب يا فاشل يا فاشل”، لا أحد ينسى هذا المشهد للفنان الكبير حسن حسنى مع النجم كريم عبد العزيز فى فيلم “الباشا تلميذ”، نفس المشهد تكرر فى محافظة الفيوم، لكن هذه المرة على أرض الواقع، عندما صرخ شاب فى وجه شقيقه: “يا فاشل..يا فاشل” بسبب رسوب الأخير عامين متتالين فى كلية التجارة، الأمر الذى جعل الطالب يتخلص من شقيقه وأسرته بالكامل وينفذ مجزرته

وفى إحدى مناطق مركز سنورس الهادئة بمحافظة الفيوم، كان يعيش مندوب مبيعات، لا يعرف فى حياته سوى العمل والاجتهاد، وأخذ جميع الأمور بمحمل الجد، إلا أنه اصطدم مع شقيقه الطالب فى كلية التجارة، الذى لا يعبأ بشىء، ويرفع شعار “عيش اللحظة بلحظتها”.

 

الشقيقان المتناقضان فى كثير من طباعهما، كان كثيرا الاختلاف، فالأخ الأكبر طالما تحدث مع شقيقه الأصغر عن ضرورة الاجتهاد فى دروسه، حتى ينجح ويحصل على الشهادة الجامعية، ومن ثم يصبح له مكانه فى المجتمع، إلا أن الأخ الأصغر كان يضرب بكل ذلك عرض الحائط.

 

واستمرت حلبة الصراع بين الشقيقين، حتى كانت النهاية بموت أحدهما على يد الآخر، فقد ظهرت نتيجة امتحانات الجامعات، ورغم محاولات الأخ الأصغر إخفاء النتيجة عن شقيقه عدة أيام، إلا أنه عرف بأنه شقيقه الأصغر رسب مثل العام السابق، فجن جنونه، وصاح فى وجه شقيقه: “يا فاشل.. يا فاشل”.

 

لم يأخذ الأخ الصغير كلام شقيقه الأكبر على وجه العتاب ورغبته فى إصلاح حاله، وإنما وسوس له الشيطان بأن شقيقه يعايره، فقرر الانتقام منه، بواسطة سكيناً حيث ذبح شقيقه، وعندما تدخلت زوجته للدفاع عن زوجها ذبحها هى الأخرى، حتى طفلهما الذى لم يتخط عامه الثانى، ولم يسلم من تدهور عمه، فقتله الآخر بسبب بكاءه المستمر، ليخرج من الشقة وقد قتل الجميع، ولم يكتفى بذلك فحسب وإنما سرق الأموال الموجودة بالشقة وهرب.

قال المتهم فى اعترافاته للمباحث ” قتلت اخويا علشان كان بيعايرنى دايما بفشلى فى الدراسة ورسوبى المتكرر وكان دايما معاه فلوس كتير وأنا لأ ومن حقى أعيش زيه ومنذ وقت عودته من السفر حيث أنه يعمل مندوب مبيعات بالمملكة العربية السعودية قررت أن أتخلص منه وأسرق فلوسه وفى ليلة الحادثة كنت بايت عنده فى بيته وقررت انها تكون الليلة الأخيرة ليه وكان فى خنجر فى جراب بس قولت السكين هو أفضل سلاح فدخلت إلى المطبخ وبحثت حتى عثرت على سكين وقمت بأخذه وذبحت شقيقى وطعنته فى بطنه والتفت فوجدت زوجته تقف فى حالة من الصدمة فقمت بذبحها وطعنها وكذلك ابنة شقيقى التى كانت نائمة وبحثت فى شقته فوجدت 40 ألف جنيه قمت بسرقتهم وفررت هاربا وقمت بشراء موبايل جديد ماركة هواوى وبعض الأشياء التى احتاجها ولم يتبق من المبلغ إلا 17 ألف جنيه”.

 

الأخ الطائش، لم يمسه الحزن على شقيقه وأسرته، وإنما اشترى بالمسروقات هاتفا محمولا، وقرر أن يريح أعصابه فقرر السفر بأموال القتيل إلى “مارينا” للتنزه هناك، تاركاً شقيقه يسبح فى بحور الدماء، حتى تم القبض عليه، معترفاً بجريمته النكراء.

كواليس الواقعة بدأت بتلقى اللواء خالد شلبى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم إخطاراً من مأمور مركز سنورس باستقباله بلاغاً من مدرس بمقتل ابنته ربة منزل “26 سنة”، وزوجها مندوب مبيعات “30 سنة”، وابنهما “سنتين” داخل منزلهم.

 

ومن جهته قال أيمن فتيح، رئيس وحدة المتابعة والرصد بالوحدة المحلية بقرية فيديمين فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أن المشهد كان مرعب لجميع أهالى القرية حيث إنها الواقعة الأولى من نوعها التى تشهدها قرية فيديمن والمعروف عنها الود والعلاقة الجيدة بين مواطنيها وأشار إلى أن الوحدة تلقت بلاغا صباح اليوم من أقارب المجنى عليه أن والدته انتظرت أن يحضر لها مثل عادته فى كل صباح ولكنه لم يفعل فقامت بالذهاب لمنزله وطرقت الباب كثيرا ولكنه لم يجيب فقامت باستدعاء أقاربه وقاموا بفتح الباب فعثروا عليه مقتولا هو وزوجته وطفلتهما فى مشهد أصاب الجميع بالصدمة.

ولفت فتيح إلى أنه بإبلاغ الأجهزة الأمنية حضر مأمور مركز سنورس وفريق من المباحث وانتقلنا بصحبتهم إلى المنزل محل الواقعة ووجدنا أن المحنى عليهم تم ذبحهم وغرقى فى دمائهم والمنزل جميع أبوابه وشبابيه سليمة ولا يوجد أى كسر فى أى منهم ولكن المنزل خلفه أرض زراعية من المرج أن يكون الجانى قفز من سطح المنزل إلى الأرض وهرب بعد ارتكاب جريمته.

 

وأكد فتيح فى تصريحاته لليوم السابع أن المجنى عليه وزوجته وابنتهما كانوا يقيمون بالمملكة العربية السعودية حيث إنه يعمل هناك وحضروا منذ قرابة 25 يوما لقضاء أجازة هنا وتردد أنها فترة علاج له لإصابته بالمرض مشيرا إلى أن الزوج وزوجته ينتميان إلى عائلة محترمة ومثقفة وأبنائها على درجة كبيرة من الوعى، ويقدرهم جميع أبناء القرية وهو ما يجعل الواقعة غريبة ولا يصدقها الجميع.

 

ووجه اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء حسام فوزى مدير مباحث الفيوم، لكشف غموض الواقعة وظروفها وملابساتها لما تمثله من انتهاك صارخ على الروح البشرية، وتوصلت التحريات الأولية إلى أن هناك خلافات بين القتيل وشقيقه “محمد” طالب بكلية التجارة، فتم القبض عليه واعترف بارتكابه الواقعة.

 

واعترف المتهم بارتكاب الواقعة ردا على معايرة المجنى عليه بفشله المستمر فى دراسته ورسوبه عامين، فحدثت مشادة كلامية بينهما تعدى خلالها على شقيقه وزوجته وابنهما بسكين فأودى بحياتهم، واستولى على مبلغ 40 ألف جنيه من حجرة النوم، وأرشد المتهم عن الأداة المستخدمة فى الجريمة، وملابسه الملوثة بدماء المجنى عليهم ومبلغ 17 ألف و500 جنيه، مؤكداً أنه أنفق باقى المبلغ على متطلباته، حيث اشترى هاتفا محمولا وملابس واستأجر سيارة وتوجه إلى بورتو مارينا، فتحرر محضر بالواقعة.

اليوم السابع

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات