مريم عدلى تكتب : الجيل الخامس… حرب أشباح ودمي إرهابية!!!

أصبح الواقع الأليم الذى تعيشه المنطقة العربية حاليا ، نتيجة الاحداث المتكررة لن تمرمرور الكرام ..فالصراع الأن ليس بين دولة وأخرى بل أصبح بين أبناء الشعب الواحد، فقد تم بنجاح تقسيم الشعوب وتفريقها , كما يحدث فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان, حتى تعالت أصوات النعرات الانفصالية تبوق فى سماء هذه البلاد وغيرها….

هل ثمة مؤامرات تحاكى ضد المنطقة العربية ومصر…. نعم هناك مؤمرات معلنة وواضحة للعيان تُحاك ضد مصر والمنطقة العربية وحرب ضروس تحت دعاوى الديمقراطية….

حينما أعلن بوش الأب، الرئيس الأمريكي الأسبق ما يسمي بالنظام العالمي الجديد، ومن بعده إعلان كونداليزارايس،عن “الفوضى الخلاقة”، فكلها مفاهيم تستهدف تقسيم وتفتيت الشرق الأوسط على أسس طائفية حتى جاء 30 يونيو أفشلت المخطط… الثورة التى أزعجت قوى إقليمية ودولية كانت ترتب منذ عقود طويلة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.. بحيث يتم تفكيك “فكرة الدولة” وتحويلها إلى “دويلات” مذهبية و عرقية…

وهو ما تتعرض له حاليا المنطقة العربية من حروب الجيل الرابع والخامس “حرب الأفكار”.. فعندما خرجت أمريكا بدرس مهم من الحرب على العراق هو ” كيف تحارب أعدئها دون مواجهة مباشرة, وكيف تدع غيرها يتحمل الفاتورة” فقررت تغيير أسلوب خططها فى الشرق الأوسط الجديد الذى يهدف إلى تغيير خريطة البلاد العربية. ..

وتبدو حروب الجيل الرابع واضحة للعيان في المنطقة العربية , خاصة بعد ثورات الربيع العربي أوائل 2011 دول تحولت فيها الثورة إلى صراعات مسلحة وحروب أهلية مثل سوريا ، كما انتشرت التنظيمات الإرهابية التى استغلت الفوضى ، كتنظيم الدولة الاسلامية ” داعش” الذي يعتبرمن أخطر التنظيمات الإرهابية الموجودة في المنطقة والمدعوم لوجستيًا من أعتى أجهزة المخابرات الغربية ، والتي استهدف فرض واقع فوضوي بالمنطقة العربية تغيب فيه دولة القانون والمؤسسات ، وتحل محله دولة الإرهاب ..

ومن “الجيل الرابع” ينبثق “الجيل الخامس” ، فهى حرب مفتوحة، بين دولة وعصابات مقاتلة تستخدم فيها القوة المسلحة وغير المسلحة، لإخضاع الخصوم وتجنيد كيانات متعددة، مهمتها الزج بالشعوب وتأجيجها , وحرب عصابات لمهاجمة المدنيين و قوات الأمن، واستنزافهم وتشتيتهم وإرغامهم علي الخضوع أو الانسحاب، بالإضافة إلى السلوكيات المروعة بأرض المعركة، مثل الذبح والحرق والسيارات المفخخة , بالأضافة الى سعي هذه المليشيات والإرهابين لإستخدام التكنولوجية الحديثة لشن هجمات إلكترونية فى معارك غير متماثلة لتعطيل المؤسسات الحكومية ، وزعزعة ثقة الحكومات وبث الشائعات والأخبار المغلوطة , وإذكاء روح الفرقة والنزاعات الطائفية والعرقية بين أبناء البلد الواحد…

فالحرب مع هذا العدو هى حرب مع دمى أرهابية وأشباح يكون العدو فيها فاعل، غير مرئى منظور أو محدد , ومن الجيل الخامس، الى الجيل السادس والسابع لإنهاء وجود كيان معين وهي حرب تدارعن بعد من خلال استخدام الأسلحة الذكية , وشبكات الإنترنت حتى استخدام الطيور والحيوانات والأسماك كأدوات للتجسس.

ومن أهم تأثيرات حروب الجيل الرابع على اتجاهات الرأي العام , نشوء حالة من الاستياء العام ضد الأنظمة الموجودة تتدرج إلى مستويات أكثر خطورة في شكل يهدد الأمن القومي وإستغلال المشكلات الحياتية للمواطن “كأرتفاع الأسعار ومشكلة المرور والسكن والمياه وتهميش الأقليات” لتحولها إلى نقمة , وبالتالى مناهضة الأنظمة والحكام , كما يستغل الإرهاب كافةهذه الوسائل لصب الزيت على النار وتغذية النعرات العرقية والطائفية وزرع الأسافين بين الأقليات جاء فى صحيفة الجارديان البريطانية التى نشرت خبراً فى شهر سبتمبر عام 2012عن اتهام الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد للولايات المتحدة بتدمير السحب الممطرة المتجهة إلى إيران فى محاولة لإدخال البلاد فى جفاف مدمر.. وكان نجاد قد اتهم سابقاً أوروبا ة بتفريغ السحب عن عمد، لإنتاج عواصف شديدة فى بلادهم، التى قد تؤدى بدورها إلى نقص فى الأمطار فى الشرق الأوسط، وقال إن إيران قد تتابع الأمر من خلال القنوات القانونية الدولية.. وهو ما يشير إلى استخدام الولايات المتحدة وأوروبا لسلاح مناخى جديد مختلف تماماً عن الأسلحة السابق استخدامها وهذه من أساليب حروب الجيل الرابع غير التقليدية.

وكشفت دراسة تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هى التى تسببت فى الزلزال الذى ضرب اليابان فى 11مارس عام 2011 , حيث أشار “ديميتار أوزونوف” من مركز “غودارد” لأبحاث الفضاء التابع لوكالة ناسا, إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مبررعلمياً فوق المكان الذى يُعد بؤرة الزلزال قبل ثلاثة أيام من حدوث الزلزال, كما اتهم مسئولون صينيون الولايات المتحدة بالتسبب فى الزلزال المدمر الذى أصابها أيضاً عام 2010. كما اشارت دراسة ماسونية الى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم سلاحا جديدا يسمى “هارب”، نوع جديد من التكنولجيا للتحكم بالطاقة الكهرومغناطيسية، التى تؤثر على زيادة حرارة الطبقه السفلية للأرض، مما يتسبب فى الزلازل والأعاصير وبالتالى التحكم فى الغلاف الجوى للأرض ويمكن إحداث ثقب صناعى فى الأوزون للدول المعادية لأمريكا. وأن هناك سلاح آخريسمى “سلاح الكيميتريل” عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لإحداث ظواهر جوية مثل منع الأمطارمثلما حدث مع إيران, أو التسبب فى أعاصير, حيث يتم استخدام أكاسيد بعض المعادن لحجب أشعة الشمس عن الأرض واستخدام جزئيات دقيقة من أكسيد الألمونيوم كمرآة تعكس أشعة الشمس للفضاء الخارجى فتنخفض درجة حرارة الهواء على الأرض فجأة وبشدة كبيرة…

أما فى اليمن… تجاوزاعداد الذين راحو ضحية وباء الكوليرا الحد المنطقى لضحايا هذا الوباء فقد سجلت المنظمات الدولية اكثر من 430 ألف حالة اصابة وأكثر من 1600 حالة وفاة، حيث أن لاتوجد احصاءات وتقارير دقيقة لضحايا هذا الوباء الفتاك الذي يحصد الارواح بشكل كارثي وأن هذه الارقام تقريبية..

لكن السؤال الذى يجب طرحه هل هذا الوباء من الامراض المستعصية التي يعجز الطب الحديث عن السيطرة عليها أو الوقوف ضد تمددها؟َ! رغم تطور العلوم الطبية والبيولوجية “لا” اعتقد ذلك فالمشكلة الرئيسية هي في من يقف خلف هذا “السلاح البيولوجي” الخطير و يسبب انتشاره ويمنع علاجه..

الخلاصة أن حروب الجيل الرابع و القوة الذكية قد دخلت مجالاتها التطبيقية بصورة مباشرة فى الشرق الأوسط ولكنها فشلت فى مصر.. لكن هذا لايعنى أنها ستصرف النظر عن تنفيذها ..

سوف تلعب القوى الكبرى على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل على استخدام الطقس والمناخ كسلاح فعال فى الحرب , فيمكن عمل تغييرات مناخية فوق المدن الرئيسية فى مصر لتصبح جحيماً لا يطاق عند ارتفاع درجة الحرارة عن الحد وهو ما حدث بالفعل فى مصر خلال الـ3 سنوات السابقة , فضلاعن استخدام سلاح الزلازل الصناعية التى يمكن إجراؤها عن طريق تفجيرات نووية أسفل الأرض عند حدود الدول المعادية لأمريكا, واستهداف محطات المياة الرئيسية لنشرالأمراض لضرب منظومة الصحة وإشغال الشعوب فى أوبئة جديدة, كما حدث فى اليمن..

فحروب الجيل الرابع المسؤلة عن إفشال الدول وتفتيتها ، و الجيل الخامس المعنية بالتعامل مع تشكيلات عصابية وتنظيمات إرهابية، أما حروب الجيل السادس المعنية بالسيطرة وإدارة الحروب عن بعد، كل هذه الأمور تستدعى التعامل بإحترافية لتحقيق الردع ، فإغراق مصر والمنطقة العربية فى الكثير من الصراعات وتنشيط الخلايا الإرهابية هذا هدف للقوى الخارجية ، حتى لاتقوم لمصر قائمة بأعتبارها رمانة الميزان فى المنطقة العربية …

فجميع الحروب التى خاضتها المنطقة العربية ومصر كانت تعرف فيها من هم اعداؤها.. لكن اليوم تتغيرالمعادلة فلا تعرف من أين ستأتى الضربة القادمة.. فظهور الجماعات الإرهابية العابرة للحدود, وكذلك ظهور مصطلح الدولة الفاشلة أو الرخوة شديد الخطورة على الأمن القومي العربي، ومخاطر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتأثير على قطاع الشباب العربي لإعادة تشكيل الهوية العربية بما يأتي على حساب الموروثات الثقافية العربية..
لذا يجب أن يكون للأمن العربي تقديراته الخاصة، المنبثقة من واقعه الإقليمي، فكل هذه المخاطر والتحديات تدعو المنطقة العربية إلى وضع استراتيجية أمنية عربية شاملة للتعامل مع المخاطر القائمة والمحتملة بما يضمن استمرارالأمم وسط هذه الصراعات ، التي تستهدفها ، حضارة وشعبًا ودولاً….. لكن فى نهاية الامر أقول .. لن ينجح الحاقدون فى تنفيذ مخططاتهم لإسقاط مصرقلب العالم العربى ورمانة الميزان …
فجميعنا فى مركب واحد وهذا يدعونا لان نلتقي تحت مظلة واحدة نحميها نحن .. فالشعوب العربية هى الضحية جراء هذا التخريب والدمار, فيجب التعاون من اجل هدف واحد لمواجهة هذا التفتت ولا مكان للخلاف والتشرذم….

 

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات