جمال جورج يكتب يوم أن دقت أجراس الكنائس حزنا على دماء المسلمين

الكاتب الصحفى جمال جورج

لعلها المرة الأولى التى تنجح فيها قوى الأرهاب بجدارة فى توحيد صفوف المصريين ولم شملهم مرة أخرى بعد أن بعثرتها ملاحم الزمن وكبدتها الثورات الكثير من الخسارة المادية والمعنوية ..

لا يمكن وصف الكارثة الأرهابية التى أستهدفت مسجد الروضة بالعريش وخلفت مئات القتلى سوى كونها دليلا غير قابلا للطعن على كفر الجماعات الأرهابية الهاربة بجبال شمال سيناء حتى أنهم أحلوا دماء المسلمين المخالفين لهم فى المذهب وجميعنا نعلم أن التيار الصوفي الذى يحظى بأغلبية المصلين بمسجد الروضة هو تيار وسطى فطرى لا يميل لتكفير الأخر بل يعمل على نشر ثقافة السلام والرحمة والمودة لذلك فأن مصالحه تتعارض قطعا مع جماعات الأسلام السياسى والأرهاب المسلح الأخرى فى المنطقة ومن البديهى أن يكون صيدا لمن لا يعلمون سوى لغة القتل والسلب والنهب والدمار من أساطين الشر .

الواقعة بأكملها اتت أنتقاما من وطنية قبائل سيناء التى رفضت أيواء الأرهابيين لديها نظير أموال طائلة عرضت عليهم على أثر مداهمات أمنية عالية المستوى تمت مؤخرا بحثا عن تلك العناصر الخطرة فى معاقلها المترامية على أطراف قرى رفح والعريش .. لم يبخل الشهداء على وطنهم بدفع أرواحهم ثمنا بخثا للحفاظ على كل ذرة تراب تجرى فى عروقهم ويشعرون بها تمدهم بكل المعانى السامية لكلمة وطن ..تلك الكلمة التى لا يعلم معناها أرباب الأرهاب والتنظبمات التى باعت نفسها لوهم وسراب لا يوجد سوى داخل عقولها التى أكلها الصدأ منذ زمن وتوقفت عن التفكير و سلمتها للتكفير .

نأتى الى طاقة النور فى الواقعة كما رأينا جمبعا موقف الكنيسة القبطية الوطنى المشرف ورغم مرض البابا تواضروس وسفره أضطراريا لتلقى العلاج بالخارج نتيجة الام بفقرات الظهر الا أن ذلك لم يثنيه ولم يثنى الكنيسة عن أصدار بيان رسمى على لسان المتحدث الأعلامى القس بولس حليم والذى يلعب دورا شديد الوطنية منذ فترة يحوز أعجاب الجميع ليس فقط بادانة الواقعة لكن لأول مرة تدق جميع أجراس الكنائس على مستوى الكرازة حزنا على أرواح المسلمين المصريين الذين قتلوا بدماء باردة وهم يصلون .

ولعلنا نلاحظ أن بعد تلك الواقعة يغير الأرهاب جلده ونمطيته المعهوده فى أستهداف الكنائس وأقسام الشرطة ودوريات القوات المسلحة لينقل نقلة نوعية جديدة تجاه المساجد نفسها مما يكشف بشكل مؤكد أن كل تلك التنظيمات لا تسعى لتطبيق الأسلام بل الأرهاب بأسم الدين وهؤ لاء من يعيثون فى الأرض فسادا وينشرون الفوضى تنفيذا لأجندات دول معادية لمصر .

الشق الأهم من ذلك والذى لا يجب أن يتوه عننا ونحن نكتب تلك السطور هو الصمت المطبق لزماء تنظيمات أقباط المهجر و أشاوس الفيس بوك ممن يخدمون على أجندات جماعة الأخوان الأرهابية و يبحثون عن مطامع شخصية بالمتاجرة بمشاكل الأقباط التى قضى عليها بشكل كبير فى عهد الزعيم عبد الفتاح السيسي ونقلنا من خندق الطائفية الى خندق الوطنية ولكن ما يهمنا هو المواطن المصرى البسيط الغير مسيس والذى بدأ يعرف الحقيقة ولا ينجر خلف حرول وهمية يستفيد منها أصحاب الأجندات المشبوهة وحدهم ثم يبيعون انفسهم ومن معهم لمن يدفع أكثر .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات