أصابتني الصدمة والاندهاش من تصريحات وفتاوي الشيخ سالم عبد الجليل، ولكن هل خانه ما كان يحشره بداخله.. خانه ما يعتقد به.. خانته مسئوليته الدينية ؟!.. أحب أقول لعبد الجليل ان العقيدة التي تنادي بالمحبة والتسامح ليست عقيدة فاسدة.. العقيدة التي تنادي بمحبة الأعداء والصلاة من أجلهم ليست عقيدة فاسدة.. العقيدة التي تعلم أولادها الوطنية والانتماء والاحتمال من أجل بلادها رغم الظروف التي يتعرض لها المسيحيين ليست عقيدة فاسدة..
المسيحيون في مصر يتعرضون من وقت لأخر لفتاوي ضارة وسخافات من قبل شيوخ ليست مؤهلة للحديث عن الإسلام المستنير والوسطي.. عقيدتي تأمرني بالمحبة والغفران، وقالت لي: ” أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ “..
لذلك أقول للشيخ عبد الجليل احنا بنقولك احنا بنحبك وبنصليلك.. السيد المسيح لم يهين أحدا بل كان يجول يصنع خيرًا. أحب أقول لأخي المسلم انني لا أكفرك كما يقول لك الشيخ.. نحن نؤمن بالله كما انت تؤمن بوجود الله.. لا انت كافر ولا انا كافر.. طالما كلنا نؤمن بالله الواحد، فلماذا تكفرني ؟! وتهين عقيدتي التي تحبك.. عفوا يا عبد الجليل.. انت لا تعرف المسيحية بحق.. أحب أقول لمولانا الجليل عبد الجليل ان عقيدتي عتيقة.. رائحتها ذكية علي مر الأزمان..
عقيدتي كانت تحمي مصر من بطش أعدائها في وقت لم تكن انت موجودا فيها.. عقيدتي ليست فاسدة.. ليس من حقك ان تحكم علي دين غيرك بالفساد او بالكفر.. ليس من حقك تحشر نفسك فيما لا يعنيك..
ليس من حقك ان تهين الدين الأخر مهما كلفك الأمر من ذلكحصولك علي شو إعلامي والتفاف حولك مجموعة من المتعصبين والمتطرفين.. وقبل ان تطلق حديثك، إسأل أهل الذكر “فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ” (سورة يونس 94)، وأيضا كيف يمكن ان تكون عقيدتي فاسدة والقرأن يقول لك: ” “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا” (سورة النساء 136)..
هل لك ان تفسر لي هذه الأيات ؟! أم انك تفسر كما تشاء وتطلق فتاوي كما تشاء.. أنتظر ردك الأمر الثاني الذي أريد ان اتحدث فيه، هو قانون ازدراء الاديان.. واتساءل هنا: هل مطبق علي المسيحيين فقط ؟!.. هل القانون يستطيع ان يداعب رجال دين أو شخصيات مسئولة في الدولة ؟!..
هل الاعتذار كافي في وقت ملتهب والوطن يعاني من ارهاب وأفكار ضالة ؟!.. اعتقد ان الاقباط بالفعل يشعرون ان القانون مطبق عليهم وليس من اجلهم..
