الداعية اسامة القوصى يكتب للمواطنة نيوز المتسلفون يؤيدون خطاب الكراهية

الداعية الاسلامى اسامة القوصى

هذا تعقيب على بيان متسلفي الأسكندرية و الذي يؤيدون فيه موقف الدكتور سالم عبد الجليل في خطابه التكفيري لإخوتنا المسيحيين و الذين وصفهم د.سالم عبد الجليل بأنهم إخوته و أحبابه و أصحابه لكنه لابد أن يصارحهم بأنهم أصحاب عقيدة فاسدة و اْنهم ليسوا مؤمنين :

و حقيقة لا أدري كيف يفهم و يفهمون قول الله تعالى : ( و قولوا للناس حُسنا ) و هل يمكن أن يكون قولك لأخيك الإنسان ( ابن أبيك آدم و أمك حواء ) أنت عندي كافر أو ضال حُسنا بل هو قطعا من السوء و الأذى بل قد يبلغ من وجهة نظري المتواضعة أبشع درجات جريمة السب و القذف التي يُعاقِب عليها القانون في كل بلاد العالم .

و كأنهم يفهمون أنه يلزمك دينيا أن تعلن على الملأ لمن تخالفهم في الدين أنهم عندك غير مؤمنين بل عقيدتهم عندك عقيدة فاسدة و إذا ماتوا عليها فمصيرهم إلى الجحيم و مَن لم يعلن ذلك للمخالفين يكون في دينه نقصٌ اْو خلل .

و لا يدرون أن توجيه مثل هذا الخطاب للمخالفين لهم في الدين هو عين المخالفة لدينهم هم الذي يزعمون حمايته و الذي يأمر قطعا ككل الأديان الأرضية فضلا عن السماوية بكل ما هو جميل من الأخلاق و الآداب و المعاملة بالتي هي أحسن دائما و أبدا و مما يُؤسف له أن البجاحة بلغت بالبعض أنهم صاروا يقولون مادام كل دين بالفعل مخالفا للأديان الأخرى فما هو الإشكال أن يقول بعضنا لبعض أنت كافر عندي دون غضاضة اْو حساسية و خصوصا أن أهل كل دين بالفعل يعتقدون صحة عقيدتهم و بطلان عقائد الأديان الأخري عندهم فما الإشكال في المصارحة بذلك على وسائل الإعلام المختلفة كما فعل ذلك بعض المشايخ و القساوسة على الهواء مباشرة في بعض البرامج و القنوات ؟! و لن أجد جوابا على هذا الهُراء أحسن مما ورد في الحكمة المشهورة : ( مِن ثمارها تعرفونها ) فمثل هذا التخاطب يرسخ خطاب الكراهية الذي لا يحبه إلا عدونا الأكبر الشيطان الرجيم ( الشرير ) و تلاميذه من شياطين الانس و الجن .

و لذلك أمرنا الله في القرآن الكريم بأن نتكلم بما هو أحسن لا بما هو أسوا فقال : ( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) .

فلا يمكن أن يكون مثل هذا النوع من التخاطب سببا في الخير بل يؤدي كما هو مشاهد​ لمزيد من الكراهية و العنف و التطرف و الإرهاب و التدمير و التفجير و إشعال نار الفتنة ببن الناس .

و زعم البعض الآخر أن الفائدة من مثل هذا النوع من التخاطب الرد على من زعموا أن كل الأديان السماوية صحيحة و أن الجميع مؤمنون بنفس الشيء . و لا شك أن الزعم الباطل لا يرد عليه بخطاب باطل يثير الكراهية و هذه الفائدة المزعومة لسنا أصلا بحاجة إليها لأن اختلاف الأديان السماوية و الأرضية فيما بينها أمرٌ معروف لكل البشر بمجرد ذكر أسماء الديانات فمعلوم أن المسيحي ليس مسلما و أن المسلم ليس يهوديا و هكذا دون أدنى تكلف .

ثم نفرض أن مثل هذا الإعلان و الإعلام للناس ببطلان الديانات الأخرى عند كل واحد منا واجب أو فرض على كل متدين بدينه و أننا جميعا بالفعل أعلنا ذلك لجميع البشر و عرف كل واحد منا أنه مخلد في الجحيم عند صاحبه و أخيه في الإنسانية و الوطن : فالسؤال الذي يطرح نفسه عند ذلك : فماذا بعد ؟! أين عقولنا يا قوم ؟! أن لم يكن هذا هو التطرف و التخلف و الذان هما وقود العنف و الإرهاب فماذا يكون ؟! و حتى لا يكون كلامنا مجرد بيان و تحذير فإني أدعو كل من تعرض لهذا النوع من خطاب الكراهية (باعتباره صاحب الشأن و المتعرض للضرر المباشر ) أن يلجأ للقضاء عن طريق محامي محترف و خبير في مثل هذا النوع من القضايا ليرفع له قضية سب و قذف ضد من وصفه بالكفر على الملأ ليرتدع هؤلاء المتجرئون على الله و على حرماته و المتطاولون على خلقه . و لعلى اْذكر في مثل هذا المقام تطاول المدعو عبد الله بدر على كثير من خلق الله و لم يحركوا ساكنا إلى أن وقع في الفنانة إلهام شاهين فاستعملت حقها الدستوري و القانوني و لجأت لمحامين خبراء و حصلت على أحكام نهائية و سجنته بالفعل و كفًَت شره عنها و عن الناس و عرف أمثالُهُ اْن الله حق بل جَرَّ ناعما و حاول استرضاءها لكنها رفضت و كانت محقةً تماما في ذلك .

فكونوا إيجابيين لا سلبيين و لا كربلائيين و اعلموا أن القاضي يحكم بناءا على الأوراق التي أمامه فلا تقدموا قضايا بطريقة خاطئة أو بأْوراق غير كافية ثم نعود بعدنا نشتكي أن القضاء لم ينصفنا فعليكم بالخبراء من المحامين المخضرمين في المهنة للوصول للنتيجة المرجوة بإذن الله و كما قالوا قديما ( ما ضاع حقٌّ وراءَه مُطالب ) و كما في القرآن الكريم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) و نفس هذا المعنى موجود في التوراة و الإنجيل .

فمن جَدَّ وجد و من زرع حصد و بالله التوفيق .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات