القمص موسى الأنبا بيشوى يكتب هل تعلم أن المجوس لم يأتوا للمزود ؟

– يوجد خلط في المعلومات الزمنية لعمر الرب يسوع بالجسد ، حيث يقع الكثير من الأشخاص في خطأ : ” وضع المجوس هداياهم في مزود البقر بجانب المولود ” ! – عمر الرب يسوع بالجسد وقت زيارة المجوس له نوضحه كالآتي :
١- من هم المجوس ؟ هم حكماء من المشرق جاؤا من بلاد فارس (إيران الحالية) حسب وصية الحكيم زارادشت كبيرهم ، الذي أوصاهم أنه : عند ظهور نجم مميز في السماء ، فهذا دليل على ولادة ملك عظيم ، ولم يحدد لهم مكانه.
٢- كلمة مجوس جاءت من كلمة ” ماجو ” الفارسية وتعني عالماً بالفلك أو كاهناً ، حيث أن الكهنة قديماً كانوا هم المختصين بعلوم الفلك.
٣- وقد إختلط المجوس باليهود وديانتهم أثناء السبي ، وعاش وسطهم دانيال النبي ، وورد ذكرهم في سفر دانيال (دا ١ : ٢٠ و ٥ : ١١ ، ١٢)
٤- ومن هنا نفهم كيف عرف المجوس ديانة اليهود وإنتظار المخلص ، الذي أكده لهم أيضا معلمهم زارادشت بظهور علامة فلكية غير عادية.
٥- لذلك عندما ظهرت العلامة الفلكية وكانت بشكل نجم يسير في إتجاهات غير إعتيادية كالنجوم الأخرى ، ساروا وراءه وهم حاملين هداياهم القيمة (الذهب واللبان والمر) ، وأرشدهم النجم الذي كان يسير أمامهم لبلاد اليهودية ، فاعتبروا الطفل المولود (ملك اليهود) ، ولذا عندما وصلوا أورشليم ، سألوا : ” أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق ، وأتينا لنسجد له ” (مت ٢ : ٢)
٦- أما هيرودس ، فلم يسأل عن ملك اليهود ، لأنه ونسله هم ملوك اليهود ، ولكنه سأل كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب : ” أين يولد المسيح ؟ ” (مت ٢ : ٤)
٧– أما عن النجم ، فالقديس يوحنا ذهبي الفم يحدد أنه لم يكن نجماً عادياً ، بل كان قوة روحانية في شكل نجم ، يسير أمامهم في غير مسار النجوم ، يظهر حينا ويختفي حينا ، يظهر بالنهار كما بالليل ، والأعجب من كل هذا أنه ” جاء ووقف فوق ، حيث كان الصبي ” (مت ٢ : ٩) ، أي أن النجم هبط ونزل ليحدد مكان الصبي !
٨– وصل المجوس بعد سنتين من ميلاد الرب يسوع بالجسد ، ولذا إستخدم الإنجيل كلمة (صبي) فيقول : ” ورأوا الصبي مع مريم أمه ” (مت ٢ : ١١). ونفس الكلمة (الصبي) ، إستخدمها الملاك قائلا ليوسف : ” قم وخذ الصبي وأمه ، واهرب إلى مصر .. فقام وأخذ الصبي ” (مت ٢ : ١٣ ، ١٤) ، ولم يقل (الطفل) كما قيل للرعاة : ” تجدون طفلاً مقمطا مضجعا في مزود ” (لو ٢ : ١٢). إذن ، لما أتى المجوس ، كان الرب يسوع صبيا وليس طفلا ، وكان عمره بالجسد نحو السنتين ، لأن هيرودس تحقق من تاريخ ميلاده ، وبناء على هذا : ” أرسل وقتل جميع الصبيان ٠٠ من إبن سنتين فما دون ، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس ” (مت ٢ : ١٦)
٩– لم يسجد المجوس للرب يسوع في المذود بل في البيت ، لأنه هكذا قال الإنجيل : ” وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه ، فخروا وسجدوا له ” (مت ٢ : ١١)
١٠– إذن حين أتى المجوس ، لم يكن الرب يسوع طفلاً بالجسد ولم يكن في مزود ، بل كان صبياً وفي البيت.
١١– أما الذين سجدوا في المزود ، فهم الرعاة ، الذين جاؤا في نفس يوم ميلاده ، لأن الملاك أخبرهم قائلا : ” ولد لكم اليوم ، في مدينة داود مخلص ، هو المسيح الرب ” (لو ٢ : ١١)
١٢– وقد رتبت الكنيسة أن تٌقرأ في إنجيل قداس عيد الميلاد المجيد قصة زيارة المجوس وسجودهم للصبي في البيت ، بعد الميلاد بسنتين ، وسجودهم له يدل على لاهوته ، وأنه ينبغي له السجود ، ومن هنا فالكنيسة المستنيرة بالروح القدس ، تعلمنا دروساً لاهوتية في ليلة الميلاد.
١٣– كما رتبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم زيارة وسجود المجوس للمخلص عيداً يحتفل به ، ويقع يوم (٣٠ كيهك) من كل عام. ولوقوعه في اليوم التهالي لعيد الميلاد (٢٩ كيهك) ، ظن البعض أن المجوس أتوا في اليوم التالي لميلاده مباشرة ! لكن كان هذا بعد سنتين من ميلاده.
١٤– والكنيسة تعتبر المجوس أول من آمن بالرب يسوع من الأمم ، وبشروا به في بلاد فارس (إيران حالياً).
١٥ – بعد أن آمن المجوس بالرب يسوع ، لم يحتاجوا إلى النجم ليرشدهم ، بل أوحى الله إليهم في حلم ، إذ يقول الكتاب : ” ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ ” (مت ٢ : ١٢)

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات