شهد ميخائيل تكتب حسين كمال.. أسطورة السينما المصرية

شهد ميخائيل
حسين كمال.. أسطورة السينما المصرية التي لا يعرفها الجمهور أسطورة السينما المصرية التي لا يعرفها الجمهور، هذا أقل ما يمكن أن يوصف به المخرج العبقري حسين كمال ، الذي تحل اليوم الذكرى الــ82 لميلاده، وهو الذي صنع المستحيل.
استطاع حسين كمال تحقيق معادلة إرضاء الجمهور والنقاد معاً، وهي المعادلة التي وصفها المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي”جورج سادول” بمحاولة اختراق المستحيل، وأثبت أنه مخرج لكل ألوان الفن بلا استثناء فكيف فعل ذلك؟ البوسطجي عام1968 واحد من أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ويقف شاهدا على واقعية حسين كمال الذي رفض تغيير مشهد النهاية، حيث تموت زيزي مصطفى على يد والدها صلاح منصور، رغم محاولات المؤلف يحيي حقي بإثنائه عن ذلك، واستطاع “كمال” من خلال الفيلم أن يحطم بعض قيود السينما التقليدية ويقدم شكلاً فنياً سينمائياً جديداً.
شيء من الخوف عام 1969 فيلم اجتماعي ذو صبغة سياسية، بالسياسة، كاد يمنع من العرض، حيث رأت الرقابة أنه يحمل إسقاطاً سياسياً على الحكم، وهو ما نفاه حسين كمال وعرض الفيلم ليمثل أسلوب فني مبتكر يحاكي الحكايات الشعبية على الربابة ليقدم للمشاهد العربي “عتريس وفؤادة” أو محمود مرسي وشادية، في فيلم يتناول جميع أشكال القهر حتى في الحب. الفيلم تم تصويره بالأبيض والأسود بالرغم من إمكانية تصويره بالألوان، ويرجع ذلك لذكاء استغلال المخرج الذي استغل ظلال الأبيض والأسود ببراعة حتى ينقل مفهوم الظلم والديكتاتورية، كما أنه استخدم الموسيقى التصويرية مع الأغاني والكورال، لتضفي على الفيلم طابعاً جميلاً ومؤثراً، ورشح الفيلم لجائزة مهرجان موسكو السنيمائي، هو مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الكبير ثروت أباظة.
استطاع حسين كمال بأفلامه الثلاثة الأولى “المستحيل”، “البوسطجي”، “شيء من الخوف”، تقديم سينما جديدة أثارت اهتمام النقاد، واعتبروها مرحلة من أهم مراحله السينمائية، وأطلقوا عليها “المرحلة التجريبية”. تحول المخرج في نفس عام إنتاج “شيء من الخوف” إلى سينما صنفها النقاد في إطار “تيار السينما التجارية”، مخيباً آمال وتوقعات النقاد، لكن حسين كمال فعل ذلك بوعي تام وبرره في إحدى الحوارات قائلا: “شعرت بأنني وجدت طريقي إلى السينما، وأصبح لي أسلوب مميز في الإخراج، فكان لابد لي من أن أخوض الواقع السينمائي فأنا مقتنع بأن السينما مخاطبة لوجدان الناس.. كل الناس، وليست قاصرة على الخاصة أو على فئة بعينها دون الفئات الأخرى”، وهو ما حدث مع “أبي فوق الشجرة”.
أبي فوق الشجرة عام 1969 يبدو الفيلم تجارياً وبالفعل حطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر في السينما المصرية والعربية، واستمر عرضه في دور سينما أكثر من 50 أسبوعاً، لكنه أشار وبقوة لوجود مخرج استعراضي يستطيع صنع سينما غنائية جذابة بغض النظر عن الحبكة الدرامية، وأثرى السينما العربية بمجموعة من التابلوهات الاستعراضية الخالدة في تاريخها مثل جانا الهوى، الهوى هوايا، وأحضان الحبايب، يا خلى القلب، قاضى البلاج، الفيلم قصة إحسان عبد القدوس وبطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت أمين.
يعود حسين كمال ليؤكد من جديد أنه مخرج استعراضي من طراز فريد ويثبت أن للأغنية الفيلمية أهمية درامية، وليست مجرد إضافة جمالية للسينما، فقدم نموذجا ناجحا للبطولة الجماعية، لكن ذكاء حسين كمال يفاجئك دائماً، ليس فقط في تقديم عفاف راضي، في أول أدوارها السينمائية، وإنما أظهر الفنان القدير عبد المنعم مدبولي كما لم تراه من قبل في مشاهده التمثيلية التراجيدية، مثل مشهد أغنية “يا صبر طيب”، حيث كان واحداً من أجمل وأرق أدوار مدبولي، لاحتوائه على فلسفة ساخرة ومعاني ولمسات إنسانية عميقة.
تمنى البعض أن يستمر حسين في تقديم الاستعراض لكنه يعيش ليبحث عن التغيير، فقدم فيلماً يحمل اسما كوميديا “إحنا بتوع الأتوبيس” مع أكبر نجوم الكوميديا عادل إمام وعبد المنعم مدبولي في فيلم سياسي قوي، ينتمي إلى السينما التي ألقت الضوء على حقبة الستينات في مصر والتعذيب داخل المعتقلات، والقصة حقيقية ومستوحاة من كتاب “حوار خلف الأسوار” للكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي.
وهناك عشرات الأعمال الأخرى، وربما مازال النقاد يرون أنه مخرج تجاري لكنه قدم رؤيته في صناعة الفن لكل الجمهور ونجح في جميع قوالبه، وحقق ما قاله من قبل: “اخترت أن أصنع الفن الكبير.. لقد وضعت اسمي على باب سينما شبرا، بدلا من وضعه على باب نادي السينما أو مركز السينما”. ومن أفلامه “العذراء والشعر الأبيض”، و”إمبراطورية م”، و”ثرثرة فوق النيل”، و”دمي ودموعي وابتسامتي”، و”نحن لا نزرع الشوك”، و”أرجوك أعطني هذا الدواء”، و”المساطيل”، بالإضافة إلى مسرحية “الواد سيد الشغال”، ومسرحية “حزمني يا”، ومسرحية “أنا والنظام وهواك”، ومسرحية “ريا وسكينة

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات