عذراً سيدى البابا

طالعتنا الجرائد والمواقع الإلكترونية بتصريح لقداسة البابا ” تواضروس الثانى” ، يقول فيه أن “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”، أستغربت كثيراً من هذه المقولة ولكن ليس من عاداتى، أن أخذ الكلام مفرغ من سياقه لان سياق الكلام ،والمناسبة التى قيل فيها تلعب دور كبير فى تحديد اتَجاهه ومعناه وذهبت وبحثت، حتى وجدت نص الحديث كامل على صفحات جريدة “الوطن” فى عددها الصادر بتاريخ الأول من سبتمبر

وأما عن سبب تأخرى فى كتابة مقالى هذا عن ذلك الموضوع، حتى الأن فكان لأعطاء فسحة من الوقت لعل أحد يطلع علينا وينفى هذا الخبر،ولكن بما أنه لم ينفى أحد الخبر حتى الأن فوجب الحديث عن الأمر.

وهو كالأتى إثناء زيارة قداسة البابا الى سويسرا الأسبوع الماضى تقابل مع خبير شئون الشرق الأوسط بالفاتيكان السفير لدى الأمم المتحدة، ودار بينهم حوار عن مصر والشرق الأوسط وتعرضا لما يدور فى مصر من إرهاب وتطرف وقال البابا ان الأرهاب ظاهرة جديدة ،لم تعرفها مصر الإ من 40 عام، وانا لأ اعرف اذا يقصد هنا قداسته بأن الأرهاب ظهرعلى ايام “السادات” 

لانه من سمح بانتشار الأرهاب فى المجتمع، هوعندما اطلق العنان للجماعات الإرهابية حتى سقط هو أحد ضحايه ،لأنه على حد علمى أن جماعة الأخوان جماعة عمرها اكثر من 85 عام فكيف للأرهاب ان يكون من 40 عام فقط.

وتطرق البابا فى الحديث طبقا لما هو منشور الى الحديث بانه فقدنا 100 كنيسة العام الماضى مابين حرق وتدمير، واتت الجملة محل النقاش وهى “وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن” ،وهنا أحب ان أقول له سيدى البابا لقد فهمت قصدك الطيب من وراء هذه المقولة رغم خطورتها

وأنا أعلم أن قداستكم تعرف بأن كلام البابوات كلام مهم ويسجله التاريخ، ونحن لأ نعرف من الذى يقرأ التاريخ وباى شكل سيفٌسر هذا الكلام ونحن لانعرف فى اى أتجاه تسير الأمور ونحن نرى عودة السلفين للمنابر مرة اخرى

ونحن نرى الفكر الظلامى يسيطر على المجتمع وفكر الدواعش هو الغالب، قداستكم كنت تتحدث فى سويسرا مع شخص وعقل يختلف عن عقل وفكر من يسمع هذه الكلمات فى قرى ونجوع مصر .

سيدى البابا انا الأرتباط بين الكنائس والوطن ارتباط وثيق لانه “حينما لن تكون هناك كنائس فلن يكون هناك وطن”، لأن من يدمرون الكنائس ايضا سيدمرون ويحرقون الوطن

فلما لا تبقى الكنائس لكى يبقى الوطن أو يبقى الوطن لكى تبقى الكنائس لان علاقة كل منهم بالاخر علاقة ابدية .

سيدى البابا انا أكتب هذه الكلمات فى حوار لأبن مع ابيه، واعلم أن قداستكم بعقلك الراجح وروحك الوديع، ستتفهم موقفى أكتب هذا وأنا لا يعنينى الإ فهم قداستك له

بعيداً عن أصحاب الأصوات العالية ، الذين يريدون الأ تصل أصوات غير أصواتهم الى قداستك، فأن أعرف أى عقل وأى قلب فيك أخاطب فاسمح لى قداستكم بأن اختتم كلامى قائلاً:

عذراً سيدى البابا ان الأمر يحتاج الى توضيح.

رامى عزيز- روما -ايطاليا

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات