لا مش أبويا

تربينا فى المجتمع المصرى على قيم بعضها جميل، وبعضها الاخر ظاهره جميل ولكن باطنه هو حق يراد به باطل ،والحقيقة من أكثر هذه المقولات (اعتبره ابوك أو هو زى ابوك ) بالرغم من ما تحمله هذه الجملة من نبل ورقى المعنى الإنسانى فى بعض الحالات بالرغم من ما تحمله من قبح وترسيخ لفكرة الخنوع والانكسار وضياع الحق والكرامة لإعطاء من لا يستحق صفة الوالد والأب، الذى يجب طاعته مهما بلغت اخطائه لانه طاعة الوالدين من طاعة (الله) سبحانه وتعالى .

ومن أشهر أمثلة إعطاء صفة الوالد وولى الأمر، هو اصباغ الحكام الفاسدين بهذه الصفة النبيلة وهنا يقفز الى ذهنى المشهد الشهير،لحسن البارودى فى رائعة صلاح ابو سيف الزوجة الثانية.

ويأتى النموذج الاخر لذلك الشاب، الذى كان من مؤيدى مبارك فى ميدان مصطفى محمود حينما انقسم المصريين اناذاك إلى قسمين قسم كان من الأحرار رواد التحرير والاخر من دعاة الأستقرار فى مصطفى محمود

حينما كان يتحدث أحد التؤامين حسام وإبراهيم لأحد
المحطات وإذ برجل ضخم يرتدى نظارة طبية يوحى هندامه ومظهره بأنه من أبناء الطبقة المستورة ياخذ بالصياح “اعتبره ابوك يااخى ” مردداً أيها العديد من المرات فى إشارة إلى مبارك ومتحدث إلى كل ثائر

وفى لمحة اخرى نرى بعض الأعلامين يصفون تصرف الرئيس دواماَ بأنه كان تصرف ابوى

وفيه لمحة إنسانية وكانه من المفترض بهذا الرجل أن يعامل الشعب معاملة السيد وهم العبيد .

وهنا أحب أن اقول انه ابويا فى البيت، وليس لى فى التعامل مع الدولة غير ابا اخر وهو الدستور والقانون ، ومن المفترض اذا حاول احدهم أن يقنع أى منا بغير ذلك فليصرخ فى وجه بصوت عالى لعله يفهم ويقول :-
لا مش ابويا

نقلا عن الأهرام الكندى

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات