لمحة من حياة هرم لا ينسى ……لمحات من مذكرات رؤوف غبور رجل الاعمال المعروف

سطرت مذكرات  رجل الأعمال و مؤسس امبراطورية اقتصادية كبري حاليا،بعض سطور الألم التي مرت ففي نيويورك 21 يناير 2021.

رجع من عند الدكتور بعد ما عرف ان السرطان انتشر من البنكرياس إلى أجزاء أخرى من الجسم.. ، وفي اللحظه دية مر شريط حياته قدام عينيه افتكر والده ووالدته اللي رحلوا عن الحياة بنفس المرض

 

ورآي وجه زوجته علا اللي ماتت بنفس المرض اللعين.. كانت حياه طويلة و صعبة .. ولكن بلا شك كانت آيضا حياة جميلة.. …….

 

رؤوف كمال حنا غبور

الطفل الشقي زمان و رجل الأعمال و مؤسس امبراطورية اقتصادية كبري حاليا، ولد سنة ١٩٥٣ و عاش طفولته في بيت العائلة بمنشية البكري، واتعلم في مدرسة الجزويت المعروفة بالتربية الصارمة.

 

وفي سن السبع سنوات بدأت تظهر على رؤوف جينات رجل الأعمال الصغير العاشق للتجارة، و كانت البداية لما رفض والده فكرة المصروف اليومي، وحدد له مبلغ ١٥ قرش كمصروف أسبوعي، وده كان رقم ضخم وقتها بالنسبة لطفل في سنة.

 

رؤوف وقتها قرر يستثمر المبلغ وبحث عن اقرب فرصة مناسبة الي أن وجد محل حلويات شرقية في ميدان روكسي، بيبيع صينية البسبوسه ب٦٠ قرش، فأخد قرض ب١٥ قرش من فاطمة اللي بتشتغل في البيت و واقنعها أنه هيرجعهم ٢٠ قرش، واشترى نص صينية وقطعها و باعها لأصدقائه في نادي هليوبوليس لغاية ما كسب ٥ جنيه كاملين.

 

و في سن ال12 سنه، كان رؤوف جمع ثروة تقدر بعشر الاف جنية كسبهم من تجارته في كل حاجه، و قرر أنه خلاص لازم يخرج من مرحلة البسبوسه لمرحلة تانية اكبر، وفعلا كسب مزاد علي أجهزة كهربائية و تكييفات ، و قدر يبيع البضاعة دي مع تاجر في شارع رمسيس والمكسب بالنص، لغاية ما اتخرج من كلية الطب سنة ١٩٧٦ و ثروته الشخصية بعيدا عن أهله …..نص مليون جنيه

 

ومع اندلاع حرب اكتوبر قرر انه يتطوع لعلاج المصابين مع زملائه في الكلية و يومها تعرض للاغماء من صعوبة المنظر.

 

و تأكد انه مش هيقدر يبقي طبيب ابدا، وبعد التخرج اشتغل موظف في قسم الإطارات بإخوان غبور المملوكة لوالده و عمه ، وقدر بجرأته يرفع حجم المبيعات من ٥٠الف دولار ل٥ مليون دولار في الشهر، و أطلق عليه وقتها ملك الإطارات في السوق المصري وهو لسة في العشرينات من عمره.

 

 

 

و تعرض رؤوف لأول أزمة في حياته العملية كان ممكن تقضي عليه تماما و هي أزمة الثمانينات الاقتصادية لما انهارت قيمة الجنيه و ارتفعت مديونياته بالدولار لرقم فلكي و توقفت مبيعاته تماما ،كانت فترة عصيبة قال عنها د.رؤوف في كتابه ….( كنت أعود مثقلا بالهموم و الأحزان و أرقام الخسائر اليومية حيث كنت اخسر ١٠٠ الف جنيه يوميا ، في رجال أعمال قرروا الهروب و رجال اعمال دخلوا السجن اما انا وعائلتي فقررنا الصمود و التحدي)

 

و كأن ربنا أراد يكافئه ففوجيء بمسؤول كبير من شركة الكاوتش في اليابان بيبلغه ان الشركة فخورة بيه وقررت تديله خصم ٣٠ % علي مسحوباته و قدر انه يعوض كل خسايره في ٦ شهور فقط.

 

وتسلم رؤوف إدارة الشركة من عمه و مثله الأعلي المهندس صادق غبور الا انه بعد وفاته بسنتين قرر انه يستقل بنفسه بعد ١٣ سنة من العمل في شركة العائلة و هنا كانت الأزمة و الصدمة الثانية

 

بعد استقاله د.رؤوف غبور من شركة العائلة، حصل منفردا علي توكيلات كبري في مجال الاتصالات و الاليكترونيات و قطع الغيار و الإطارات ثم السيارات و الشاحنات و الزيوت وغيرها ، ولكنه تعرض لصدمة عنيفة و غير متوقعة حيث وجد نفسه متهما في قضية رشوة كبري و عرض عليه وقتها الاستفادة من المادة التي تعفي الراشي من العقوبة حال اعترافه علي المرتشي و هنا يذكر في مذكراته كيف استقبل هذا العرض المغري و استشار فيه المحامي الكبير الاستاذ عبدالمجيد عامر والذي أكد له انه سيفرج عنه فور اعترافه زورا علي المتهم في الواقعة و لم يستغرق الأمر سوي دقيقة وكانت أجابته ……( يا استاذ عبدالمجيد النهاردة ربنا بعتلي اختبار صعب و انا بصحتي ولو حاولت اعدي الاختبار ده بالتضحية بواحد بريء ،ساعتها ممكن ربنا يبعتلي اختبار تاني أصعب و مقدرش عليه، و مش هقدر اسامح نفسي علي اني ظلمت واحد بريء و لوثت سمعته،اسف مش هقدر اشهد عليه بالزور )

 

وفعلا حصل د.رؤوف علي البراءة بعد ما قضي ٦ شهور في الحبس الاحتياطي في تجربة قاسية جدا اتعلم منها حاجات كتير اوي ، لكنه خرج من السجن عشان يكتشف ان معظم التوكيلات اتسحبت منه ، وهنا كانت البداية التانية لغبور العنيد اللي قدم عربيات هيونداي المصنعة محليا في شكل جديد اكتسح به السوق المصري و بقي إمبراطور السيارت و توسع في البيع بالتقسيط عن طريق القروض البنكية و في الأزمة العالمية في أواخر التسعينات و حتي ٢٠٠٣ خسر كل أمواله و بقي مديون للبنوك بمليار و نص المليار ، و للمرة الثانية كتير نصحوه بالهروب للخارج و اللي كان الحل الأمثل وقتها عند رجال الأعمال المتعثرين ، لكنه رفض بشدة و قعد شهور طويلة في مفاوضات شاقة مع البنوك الدائنة لغاية ما مضي اول اتفاقية جدولة في السوق المصري علي ٨ سنوات سدد فيها ضعف قيمة المديونية تقريبا بسبب فرق الفوايد، و قدم كل املاكه الشخصية رهن للبنوك و احتفظ فقط بمصروفات تعليم أولاده الباهظة ، و في ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨ عاد الإمبراطور رؤوف غبور لامتلاك الحصة الأكبر في سوق السيارات بعد ما سدد كل ديونه و طرح جزء من شركاته في البورصة ،

 

 

 

بس واضح انه من كثرة الأزمات اللي تعرض لها د.رؤوف في قطاع السيارات خليته يفكر في أنشطة اقتصادية متنوعة، وواضح انه عمره ما نسي قصة البسبوسه وان الست فاطمة كسبت منه ٣٣% في أسبوع بدليل انه أسس شركة متخصصة رائدة في المشروعات متناهية الصغر حققت نجاح كبير واستغل خبراته في التقسيط و أسس شركة للتأجير التمويلي وصل حجم استثماراتها ل٨ مليار جنيه و شركات إقراض مباشر زي مشروعي و تساهيل قدرت توصل لمحفظة مالية قيمتها ١٠ مليار جنيه ثم شركات تمويل عقاري و تمويل استهلاكي و تخصيم و سداد اليكتروني بخلاف النشاط الزراعي و التصدير ، و أخيرا بالمؤسسية والحوكمة في الإدارة أصبح عدد العاملين في شركات غبور ٢٥ الف موظف بحجم أعمال سنوي يفوق ال٣٠ مليار جنيه لحوالي ٥٠ شركة متنوعة ،ده غير إنه أسس صندوق استثمار للعاملين بشركاته عشان ياخدوا مكافأة كبيرة عند نهاية خدمتهم ،

 

ولكن لعب القدر دوره لانه يوم تنازل د.رؤوف عن منصبه كرئيس تنفيذي للمجموعة لابنه نادر يوم ٢٥ مارس ٢٠٢١ في اجتماع الجمعية العمومية و ركب سيارته بصحبته و فتح اول رسالة علي الايميل ليجدها تحمل خبر اصابته بسرطان البنكرياس …

 

صعب اوي تقابل حد نجح و حقق ثروة كبيرة الا و كان محافظ علي تجارته مع الله

تفاعل د رؤوف مع كل دعوات الخير و اشتهر بتبرعاته الضخمة لكل المؤسسات الخيرية و المستشفيات ولكنه شعر انه مهما اتبرع الفقراء بيزدادوا فقرا ، فقرر تعديل استراتيجية الخير و توجيه كل مساهماته لتعليم جيل جديد من الكوادر الشابة مهن منتجة بشكل علمي

و من هنا بدأت فكرة إنشاء مدارس غبور الصناعية اللي وصل عددها ل٥ مدارس في إمبابة و كفر الزيات و محرم بك اسكندرية ثم مدرستي ١٥ مايو و ٦ اكتوبر في تجربة حققت نجاح ساحق بالتعاون مع وزاره التربيه والتعليم والتعليم الفني ، و كمان بقي يقدم قروض للخريجين عشان كل واحد يعمل ورشة او مصنع في مجال تخصصه لو مش عايز يشتغل في مصانع و شركات،

 

 

لم يكتفي د.رؤوف بمشروع المدارس و اتجه لدعم مؤسسة face foundation لأطفال الشوارع واللي نجحت في انشاء ستة دور إيواء و رعاية يعمل فيها ١٥٠ مصري و قدرت تدمج ٥٠٠ من أطفال الشوارع في العائلات

 

نادرا لما تلاقي شخص يجمع الناس علي صفاته الملائكية و صعب تجيب سيرة السيدة الفاضلة الراحلة علا غبور الا وتلاقي اللي يعرفها و مايعرفهاش بيدعو لها بالرحمة

 

و رغم ارتباط اسمها بمستشفى سرطان الأطفال في بداياته الا ان أعمالها الخيرية سبقت مساهمتها في انشاء الصرح العظيم ده بسنين طويلة ،لأنها لم تتوقف يوما عن عمل الخير

 

وحكى زوجها المحب د.رؤوف غبورفي كتابه كيف طالبته زوجته بعد أسابيع قليلة من الزواج بتخصيص اوتوبيسات شركته لتنظيم رحلة للأطفال الأيتام و فوجيء بها يوم الاجازة و هي تتركه لتذهب مع الأطفال قائلة……يا رؤوف الموضوع مش مجرد تبرع بكام اوتوبيس لازم الولاد يحسوا بأن في ناس بيحبوهم و مهتمين بيهم …..

 

ويحكي د.رؤوف في مذكراته عن دورها العظيم في جمع التبرعات لمرضي الأورام من الأطفال و كيف بدأت حملة التبرعات ب١٠ ملايين جنيه جمعها هو اصدقائه و انطلقت الحملة الاشهر في تاريخ مصر بقيادة طارق نور …..اتبرع ولو بجنيه و أصبح مشروعا لكل المصريين.

 

 

 

كما يتذكر يوم عيد ميلادها لما طلبت منه هدية سيارتين إسعاف مجهزين لاحد المستشفيات و قالت له …..انا مش عايزة البس ساعة غالية او عقد الماظ او امسك شنطة سينييه، عمل الخير أغلي من كل ده ، رحم الله السيدة العظيمة علا غبور

 

وقد جمع الله بينها و بين حبيب العمر د.رؤوف غبور في جنة الخلد بإذن الله و قد لحق بها منذ ايام قليلة و لا نملك سوي الدعاء لهما سويا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار و ياريت نشير الكلام ده عشان كل واحد يعرف ان المستحيل ملوش وجود في حياة الناجحين و ان الصدمات اللي بتقابلنا في حياتنا هي مجرد محطات بيتحول فيها مسارنا الي طرق افضل لو توفر عندنا الاصرار الكافي ، وأن فيه رجل عظيم من سلالة طلعت حرب يستحق أنه يبقي قدوة لنا ولاولادنا اسمه … .رؤوف غبور

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات