كلام ستات ..

 

كتبت / أمل فرج

( 1 )

 

 ” أنثى بلا أنوثة ”    

 

كان عليها أن تتخلى عن الجزء الأعظم والأعمق في أنوثتها ، أو هكذا كانت تظن ؛ فزوجها الذي أحبته وتوغل بينها وبين أنفاسها كان يلح عليها في طلب إجراء جراحة لاستئصال الرحم ؛ خشية الإنجاب الذي اكتفى منه ، فلديه ثلاثة من الأبناء ، وظروفه المادية تجعله مذعورا من المزيد ، خاصة وأن زوجته لا تلائمها أي من موانع الحمل ـ كما أخبرهما الأطباء ـ ولكن رفضت الزوجة رفضا قاطعا  إجراء العملية ، إلا أنه ضيق عليها الخناق ، وأساء معاملتها ، وهجرها ، وأصبحت تعيش في معزل عن حياتها المتواضعة السعيدة في ظل حب زوجها ورعايته التي اعتادت أن يغدق بهما عليها ، وأخيرا وافقت الزوجة المكلومة أن تضحي بأنوثتها من أجل إرضاء زوجها ، خاصة بعد أن أمطرها بعبارات الاطمئنان لأمر الجراحة ، وأن عملية لا مخاوف فيها ، وبالفعل كان له ما أراد ، ولم تكن تلك مشكلة الزوجة ، ولكنها ، وبعد أن تعافت ، أصبح يلازمها إحساس بفقدان الهوية والأنوثة ، كذلك مشاعر النقص ، وعدم الاتزان ، تقول : أصبحت أشعر وكأنني دائما مريضة ، وأصبحت تلازمني ثورةغضب  لا تنفجر إلا في صدري ، لم أعد أطيق زوجي أو حتى النظر إليه ، أو الحديث له ، لم أتوقع أن يمتلئ قلبي كراهية له بعد إجراء العملية ، وأنا التي خضعت لها من أجل إرضائه ، أرفض العلاقة الزوجية بإصرار لا إرادي وغير متعمد تماما ، خاصة وقد أصابت معالم أنوثتي الكثير من الذبول كنتيجة متوقعة من جراء العملية ، أصبح زوجي يعتبرني زوجة غامضة ، وكأنه لا يدرك عاقبة ما أجرم في حقي ، لا يتفهم ما أشعر به أبدا ، يطالبني بحقه الشرعي مرارا وتكرارا ، ويصرخ ويثور عندما أصر على الرفض ،  وأكرر بأنني لا أرفضه عمدا ، ولكني ـ حقا ـ لم أعد أراه غير قاتل ، قتلني ولا يرى دمائي التي تسيل على يديه ، قررت بيني وبين نفسي الانفصال عنه ، بعدما أصبح لا يجدي الهرب منه ، و بعدما أصبح مجرد صوته كفيلا بأن يفجر في نفسي براكين الغضب ، والقهر ، والألم ، ولكن يشغلني التفكير في صغاري ، وحرماني منهم ، لم أعد أحتمل المزيد من نتائج قرارات طائشة ، ولا أحتمل أبدا عذاب حياتي معه ، فماذا أفعل ؟!

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات