“ماذا إذا أصيب الزوج بالعجز الجنسي ؟” ..

كتبت / أمل فرج

أثبتت الدراسات ، وأثبت التعايش الواقعي أولا أن المرأة عاطفية بطبيعتها التي خلقها الله عليها ، وذلك ما يخالفها فيه الرجل في أغلب الأحيان ؛ حيث يتسم في قراراته بمزيد من العقلانية ، والجدير بالإشارة أن العلاقة الزوجية لا تقوم ـ فقط ـ على الإشباع الجنسي ، ولكن الإشباع العاطفي هو في المقام الأول عند المرأة ، والتي قدتجد فيه ما يرضيها كثيرا إن كان الزوج مصابا بقصور في العلاقة الزوجية الحميمة ، إلا أنها تجد كثيرا من الرضا في  ظل الإشباع العاطفي ، واحتواء حقيقي من الزوج ، بل وقد تفضله على غيره إذا دارت بها الدوائر ، المرأة مخلوق رقيق في أصله ، وتشعر أضعاف ما يشعر الرجل ، بل وتريد أن وتشعره بسعادة كل ما تشعر سواء في العلاقة الحميمة ، أو في تفاصيل الحياة الزوجية برمتها ، ولكن ماذا إذا أصيب الزوج بعجز جنسي ، وما إلى ذلك مما يؤدي إلى قصور الزوج في آداء واجباته الجنسية نحو زوجته ؟ يشعر الزوج بالانكسار أما زوجته ؛ فهو يرى أن ذلك قد يعد مؤشرا لخلل في رجولته أمامها ؛ فيتغير في طبيعته معها ، ويسقط ما يشعر به من نقص عليها في معاملة أكثر قسوة وعصبية وتمرد في أغلب الأحيان ، ذلك في محاولة من لتعويض رجولته وإثباتها أمامها بأنه لازال رجلا ، هكذا يفكر أهل الشرق ، ولكن بعيدا عن كوكب الأرض بمفاهيم أهله العقيمة ، فالزوجة المحبة ، التي تذوب تفاصيلها في تفاصيل فكر وعاطفة زوجها ، والتي تعيش في كنف زوج يبادلها الذوبان في فكرها وعاطفتها ، والذي يعي المفهوم الحقيقي للرجولة من لطف قسوته في معاملته معها حين يستطيع أن يكون أكثر قسوة ، ومن تفاهمه في الوقت الذي يستطيع فيه أن يكون أكثر عندا وتعنتا ، كذلك احتوائه لنقاط ضعفها في الوقت الذي يستطيع أن ينقصها من قدرها ، وتشجيعه لمواطن القوة والثبات في شخصيتها ، فضلا عن مداعبته لها قولا قبل فعلا ، هذه الرجولة التي قد تبيع لأجلها المرأة كل شيئ ، وتضحي وهي سعيدة بكل ما يظنه اليعض لا عوض عنه ، مثل هذا الرجل هو في كامل نضجه ورجولته ، وإن كان عاجزا جنسيا ، وخرج من عالمه للأبد ، ولكنه لازال ملكا في عرش الرجولة ، هذا على النقيض من هؤلاء الذكور الذين قد يجدون في أنفسهم من العنفوان والفحولة ويتزوجون بامرأة وأكثر ، ولكنهم لا يفقهون في سطور الرجولة الحقيقية حرفا ، مثل هذا الرجل بالمعنى الحقيقي للرجولة هو من تستمر معه الزوجة السوية بسعادة ورضا ، بعيد عن الجنس ، قد يتفق أو يختلف الكثيرون أو القليلون ، ولكن جميعنا لابد أن نتفق أن الإشباع العاطفي والاهتمام يرضي الزوجة ويغنيها ، ولن أقول يسكن أوجاعها ؛ لأنه لا أوجاع مع الرضا بسعادة ..

تحية لكل زوج أصابه العجز الجنسي ولازال رجلا حقيقيا أمام زوجته ، وتحية أرق وأعظم لكل زوجة استمرت برضا وسعادة حقيقية وإن أصبح زوجها في مثل هذا الوضع ؛ لأنه رجل حقيقي يغنيها عن كل رجال الأرض ؛ فكن لها رجلا حقيقيا ، تكن لك كل شيئ .

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات