«غزة» والموت في المنافي يفضح تواطأ كنائس و منظمات الغرب

 كتبت جورجيت شرقاوي
يظن البعض انه مسيحيو فلسطينين محيدون عن الحرب في غزة ،و لكنهم في الحقيقه يعانون ابشع انواع الاحتلال ،إذ يتعرضون لحرب إبادة ايضا ،و لعل ضرب ثلاث كنائس في فلسطين خير دليل علي انها حرب تطهير و لم تكن يوما دينيه او عقائديه، حيث يبلغ عدد مسيحي الضفة الغربية من ٤٠ الف الي ٩٠ الف نسمه و يتركز حوالي ٢٪ من السكان في قطاع غزه ،يواجهون الموت في المنافي.
و قصفت إسرائيل الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية و المرافق و الملاجئ التي تخص بطريركية الروم الأرثوذكس والكنائس الأخرى، والمستشفى المعمداني والمدارس و المؤسسات الاجتماعيه الأخرى، إلّا أنّها مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، كنوع من ازاله المعالم المسيحيه تمهيدا لأحلال ثقافه و تاريخ اخر “مهود” لا تمت للواقع بصله
4
فلا عجب فقد بصق الإسرائيليون علي الراهبات عند رؤية الصليب في القدس أثناء مرورهم بجوار الكنائس و تم التوثيق الاعلامي دون جدوي، و بالرغم من اعلان عضو الكونجرس الأمريكي ‎جاستن فقدان أفراد عائلته بسبب القصف الإرهابي الإسرائيلي على أقدم كنيسة مسيحية في ‎غزة، لم يكترث احد ،فلم تتبقي الا كنيسة العائلة المقدسة في غزة ينتظر كل من بداخلها الموت في اي لحظه
بجانب أكثر من 700 شخص لجأوا إلى كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة، يسجلون لحظه صمود بعد معناه من العزلة وانعدام الحرية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاما، فما سر ازدواجيه المعايير التي تنتهج في الغرب و صمت المنظمات الحقوقية و عدم فرض اي عقوبات علي نتنياهو او المطالبه بفتح تحقيق دولي في حين انه نفس المنظمات تهيج الرأي العام العالمي لانتهاكات حقوق الانسان التي تمارس ضد مسيحيو الشرق الاوسط في البلاد العربيه
والذي لا يدعي مجالا للشك انها أبواق مخترقة يهيمن عليها الصهيونيه العالميه، صنعت كروت ضغط و تدخل في شؤون الدوله بحجه الاقليات . و سوف نفاجأ انه عندما حذر جيش الاحتلال المدنيين من ضرورة الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع، قررت الغالبية العظمى من العائلات المسيحية عدم الانتقال من الكنيسة للبقاء لمدة تصل إلى شهرين ،لضمان بقاء المجتمع المسيحي في غزة عندما تنتهي الحرب
و لا يريدون الرحيل، بالرغم انهم في منتصف عملية إجلاء من الكنيسة الأرثوذكسية ،حيث ليس لديهم أحد في الجنوب.
و قامت ايضا شرطة الاحتلال بضرب اعتقال المسيحيين في كنيسة بالقدس ومن طائفه الارمن ايضا بعد ان قامو بقصف المستشفي و حاولوا منع القساوسه بأبشع الاعتداء لمنعهم من قطع الطريق عليهم للصلاه و ترهيبهم من الوقوف بجانب إخوانهم المسلمين ،و منعت آلاف المسيحيين إلى كنيسة القيامة دون سبب ،وزعت عشرات المنظمات المسيحية الفلسطينية رسالة مفتوحة إلى زعماء الكنيسة الغربية وعلماء اللاهوت تحملهم المسؤولية عن تواطؤهم العقائدي والسياسي في الجرائم الإسرائيلية، علي النقيد نجد انه معظم المسيحيين الصهاينة يحبون إسرائيل و يرون في قصف الكنائس انها ليس كهدف رئيسي،ولكنها أضرار جانبيه ! و خاصه الإنجيليين الأميركيين، الذين يمنحون شرعيه لإسرائيل و يسمون ذلك تقاليد الحرب العادلة في المسيحية
حيث يستندون الي “رومية 13” و يتهمون الكنيسة الفلسطينية بأعطاء حماس ذخيرة سياسية ودينية ،و تناسوا هؤلاء المدلسين انه الرسول بولس لم يدعو بثورة او حمل السلاح علي الحاكم ، علي العكس كان يؤمن بالتغير الداخلي اما كان فكر اليهود أنهم ينتظرون السيد المسيح ليخلصهم من السلطة الرومانية،و يبسط نفوذهم إلى كل العالم وهذا فكرهم الي الآن.
و من المدهش اكتفاء البابا فرانسيس و البابا كيريل بالتعليق بالشجب في مثل تلك الأحداث ،و كنت اتمني ان يزور بابا الفاتيكان القدس في هذا الوقت العصيب ويصلي في كنيسة القيامه ويزور كنيسة غزه المدمره
كما فعل في الحرب الروسيه الاوكرانيه و قام بعدة زيارات تدعم وقف الحرب ،لكن يبدو ان الفاتيكان في الوقت الحالي عالقًا في مكان ما في المنتصف،و يبدو أن البابا فرانسيس وكبار دبلوماسييه يسعون جاهدين للبقاء على الحياد، على الرغم من أنه من المحتمل بمرور الوقت أن يتغير موقفه
كما قام الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، كبير دبلوماسيي البابا، بزيارة قصيرة إلى السفارة الإسرائيلية لدى الكرسي الرسولي، لأعلان التضامن مع اسرائيل ،بينما كان الفاتيكان تاريخياً يدعم دائماً حل الدولتين،فقد شعر دائماً بتعاطف طبيعي مع الفلسطينيين، و غير المرجح أن يكون الفاتيكان داعماً للاجتياح البري بشكل تلقائي، وبالتالي فإن الوضع الحالي بين إسرائيل
وقادة الكنيسة في الأراضي المقدسة قد يكون بمثابة عرض مسبق للتوترات القادمة مع الفاتيكان نفسه،مع وجود مناخ معادٍ بشكل متزايد في القدس للمسيحيين الأرثوذكس.
و يجب ان يجتمع كل الطوائف علي هدف واحد هو ايقاف نزيف الدماء ،فلم نجد اي دور يذكر ايضا لمجلس كنائس الشرق الأوسط، و اكتفوا بالصلاه و تنظيم ندوات و يروجون انهم مؤسسه انسانيه محدودة ،علي عكس ما كنا ننتظر حتي تكثيفا اعلاميا ،فعندما اسند رئاسه المجلس للراحل البابا شنودة وضح للمجتمع الدولي للتعريف بالاستيطان الاسرائيلي و رفض للسياسه الامريكيه و عمل علي توحيد الصف العربي و وقف مسلسل التنازلات العربيه و دعم غزة قبل وفاته وفاته ب ١١ عام، وفضح اكاذيب ترويج وعد بلفور وقاد اجتماعات لرؤساء مجالس الكنائس بسوريا ثم لقاء مع الرئيس الأسد و زار اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك
و نظم عدة محاضرات ومقالات فى نقابة الصحفيين و لعب دور مع السفارات و الهيئات الدبلوماسية في الخارج و خاصه في أمريكا وأوروبا و له جولات مع الرئيس الراحل ابو عمار ،و كافح لفضح المضايقات المستمرة من المستوطنين ضد المسيحيين في القدس و رفض اسرائيل طلب تقدم به رؤساء الطائفة لتأمين الكنائس في القدس وحيفا و أبرز قضيه دير السلطان .
فما أحوج هذة الايام ايضا الي شخصيه مثل مطران المقاومه “هيلاريون كبوجي”
 الذي أخلد معه مقولته الشهيرة «في هذه الأيام لو كان المسيحُ حياً لانضمَ إلى الثورة،عروبتي و مسيحيتي تؤامان» ، فكان يدا تحمل الصليب و اليد الاخري تحمل سلاح المقاومه.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات