أرمنيوس المنياوى يكتب سيدي الرئيس .. مصر تتساءل ؟

ارمنيوس المنياوى

سيدي الرئيس نعلم مدى المسئولية الملقاة على عاتقك، ونعلم تماما ماتمر به مصر من ظروف إقتصادية وإرهابية من قبل المتربصين بها سواء في الداخل قبل الخارج ، وتعلم أيضا مدى ما يعانيه المسيحيون في مصر من جراء الوقوف بجوار الدولة المصرية، بأن تبقى على هذا الحال حتى هذه اللحظة وواجب وطني وهذا ليس غريبا عنهم مع شركاؤهم في الوطن الذين يعشقون تراب الوطن، وتعلم أيضا أن المسيحيين عندما وقفوا معكم ليس مع شخصك ولكن مع وطن كان معرضا للضياع، وكأن حاله سيكون الأسوأ من جيرانه مثل دولة ليبيا والعراق وسوريا، وتعلم أن يتعرضون لمضايقات في حياتهم من أجل أنهم يفضلون وطنا عن أى شيئ آخر، ويتحملون ذلك في الشوارع والمصالح الحكومية وبعض مؤسسات الدولة بكل آسف، وذنبهم أنهم يعشقون وطنهم ….

لكن الوضع وصل بما لا أحدا يمكن أن يتحمله، وأصبح الأمر بالنسبة للمسيحيين في وضع يستحق أن تقوم الدولة ممثلة في رئيسها بواجبها تجاه ما يحدث لهم وأنتم ترون حادثة مقتل مسيحي هنا وهناك وآخرهم ماحدث في المنيا منذ ساعات مقتل شرطي مسيحي في منشية الدهب القبلية التابعة لمركز المنيا، وسبقه العديد من من تلك الوقائع وذبح مواطن في الإسكندرية أيضا …

وهذه الأمور تحدث ليس لأى سبب آخر إلا أنه يحدث بسبب الهوية الدينية، وهناك أقباط مهجرين قصرا من بيوتهم أيضا في المنيا،…

هل يعقل أن يتشاجرا فردين مختلفين الديانة والوطن واحدا أن يحكم عليه الأهالي بطرده وأهله من منزله ترضية لرغبة طرف على حساب آخر، ..

هل هذا عدلا او قانونا وفي أى مكان يحدث هذا في العالم إلا في حكم الغابات الذي لايمكن أن يصل إلى هذه الدرجة ومن يتحدث عن تلك العملية الإجرامية يتهم من قبل المنافقين والمضللين بأن هذه الأمور لايجوز الحديث عنها .. هذه وقائع ثابتة من الذين خرجوا من بيوتهم وغير قادرين عن العودة لها منذ شهور وتعجز كافة الأجهزة عن عودة هؤلاء ………….

سيدي الرئيس وما حدث من صلاة في الشارع هذا أمرا لايليق ونحن في القرن العشرين ولايرضي أخوتي المسلمين شركاؤنا في الوطن …… ..

نحن كنا نتطلع إلى دولة فيها سيادة القانون هو السيد ومن يخطئ يحاسب ليس على حساب الهوية ولكن على أساس القانون ..

سيدي الرئيس الدولة المصرية اهتزت كلها وكلنا تعاطفنا مع أشقائنا المسلمين في فلسطين عندما فكرت إسرائيل فقط في وضع بوابات إلكترونية حماية للمصلين في المسجد الأقصي، ولم تنتفض الدولة لما حدث لبعض المسيحيين الذين أدوا صلاتهم في أحد الشوارع بإحدى قري أبو قرقاص ولو أستيقظ أحد من النوم لما صدق أن هذا الأمر يحدث في مصر بعد ثورتين مجيدتين كما جاء في دستورنا المجيد …………

سيدي الرئيس تحرك وأعطى الحرية للعبادة بكل صورها ولاسيما أن هؤلاء لم يكونوا في يوم من الأيام إلا سببا لبناء الوطن .. أحترقت كنائسهم وحافظوا على وطنهم …… يتعرضون للظلم في كافة المواقع في الدولة ولكنهم ينتظرون إلى ساعة تستيقظ فيها ضمير الدولة المصرية وتشرق الشمس على كل المصريين …….. شمس العدالة .. شمس تطبيق القانون ……….. شمس أن يكون لدينا تعليم يأخذ البلد بعيدا عن التطرف والإرهاب …….. ننتظر شمسا أكثر عدالة ….. لكن ما نعيشه الآن ليست هى الدولة التي كنا نتطلع إليها .. نحن نتطلع لبناء معاني وبشر قبل بناء المباني .. وأدعوك لزيارة المنيا والإستماع إلى المخلصين في المنيا وفي كل محافظات مصر ……… مصر تتساءل … ماذا يحدث الآن في مصر

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات