( 4 ) زهر الرحيل ..
بقلم / أمل فرج
تنحّ قليلا عن موقعك ، خطوة واحدة إلى الأمام ، وربما إلى الوراء ، لا بأس .. فقط غادر موقعك بعض الوقت ، وانظر ، وربما تأمل ماذا فعلت حتى هذه اللحظة في رحلة الحياة ، إن كنت أفنيت العمر من أجل إنسان وفي ؛ فما أروعك وأروعه ! وإن كان قد غدر ، فكيف تشعر الآن ؟
ابحث عن معنويات الحياة التي لا تراها ، فقط تشعر بها ، وقد تكون وحدها من يستطيع رسم لوحتك بأجمل الألوان ، وأبدع إحساس لا يفنى ، ولا يقبل غدرا ، جميل ، بل رائع أن يكون لك هدفا ، بل أهدافا من أجل البشر ، ولكن اجعل لأهدافك المعنوية حيزا قويا في تفكيرك وتحقيق إنجازات ذات قيمة لا علاقة لها بالبشر ، حتى وإن كانت من خلال البشر ، لا تجعل حياتك من أجل إنسان فقط ؛ فالمعنويات ثوابت لا تتغير ، ستطرح لك الثمار التي لن تذبل على مدار العمر ، بعيدا عن البشر الذين هم كل يوم في شأن ، تأمل قيمة حياتك في عيون الناس ، وفي عيون أجمل إحساس ، لا يشعر به سواك ـ فقط ـ حين تعلم كيف تعمل من أجل حياة تترك فيها أثرا ، وزهرا تراه وتشم رائحته في حياتك و عند الرحيل .