مايكل سامي يكتب: ازاي أوقف دماغي؟

مايكل سامي

مش عارف أوقف دماغي، مش قادر أبطل تفكير!
طول الوقت دماغي شغالة، قبل ما أنام أقعد في السرير أفكر في اللي حصل طول النهار، واللي حصل امبارح، واللي هيحصل بكرة.

مش عارف أوقف دماغي بافضل أفكر: أنا اتولدت هنا ليه؟ وبشتغل الشغلانة دي ليه وبدرس الدراسة دي ليه؟ ياترى العلاقة دي هتكمل ولا زي إخواتها؟ أفكر متى بدء الخلق وبعدها بدقايق أسرح في مهرجان الجونة. أفضل في دواير من التفكير مش عايزة تقف.
تعبت بجد تعبت من التفكير عمال على بطال.
حد قالي اني لما معرفش أوقف دماغي ببقى عبد ليها، ببقى مدمن تفكير. كان بالنسبة لي كلام غريب بس لما فكرت لقيت إن التفكير فعلاً حاجة أنا مش عارف اسيطر عليها. أنا فعلاً مدمن تفكير؛ حتى الجملة اللي قلهالي قعدت أفكر فيها.
أعمل إيه؟

– البداية بتجي لما بتراقب دماغك
طب يجي السؤال: أراقب تفكير ازاي؟
بص يا معلم إنت تبص على دماغك من برة، كأنها دماغ واحد غيرك. مقصدش طبعاً انك عامل دماغ، قصدي تبص على اللي بتفكر فيه من برة.

– طب ده مش هيخليني أفكر أكتر؟
بالعكس تماماً، أول ما تحس إن أنت وتفكيرك مش شخص واحد، دي بداية الهدوء والشفاء، لما تفهم إن دي تراكات Tracks عمالة تلف وتشتغل في دماغك، وإن التراكات دي مش إنت، إنت وهي منفصلين، كأنك مشغل الsound cloud كدة. تقدر توقف الموبيل وترميه لأنه منفصل عنك. أول خطوة عشان تهدي تفكيرك انك تفهم إن إنت وتفكيرك منفصلين؛ دي نفس الخطوة اللي بيستخدمها أي مدمن: إنه يفهم إن هو وادمانه منفصلين.

تاني حاجة لازم تفهم إن التفكير طول الوقت بيستنفذ طاقتك. ساعات تجيب الماضي بتاعك وتفتكر مواقف تحرك مشاعر الذنب جواك، ومنها تتنقل لافكار حزن، وممكن أفكار قلق على بكرة؛ كل حاجة من دول بتفرز Chemicals جوة جسمك زي الCortisol مثلاً بتحسسك انك بتبذل مجهود قوي وإنت في مكانك؛ كأنك بتحرك في الموتور وانت شادد الفرامل.

– تالت حاجة اتفرج على الpatterns اللي بتتكرر في دماغك، اتفرج عليها بهدوء.
اوعى اوعى تحكم على إللي بتفكر فيه وتقعد تحسس نفسك بالذنب في المرحلة دي، سيب الافكار تنساب كأنك في محطة وشايف القطارات بتدخل وتطلع وإنت بس بتتفرج عليها؛ ولا بتركبها وتكمل معها ولا بتأنب نفسك انها فاتتك؛ بتتفرج عليها بس.

– رابع حاجة حاول تاخد أوقات ولو خمس دقايق في إليوم تركز بس في الحاجة اللي بتعملها دلوقتي بكل حواسك، حتى لو تافهة ملهاش قيمة. سيب سيب نفسك تدوق الكابتشينو ، تشم ريحته، ايدك تحس بالسخونة. كل ما حواسك كلها تشتغل على حاجة واحدة ده بيربطك ب” هنا ودلوقتي” ودي بداية هدوء التفكير. هنا ودلوقتي بتسحبك من امبارح وبكرة.

خمس دقايق في اليوم بداية كويسة، بعد وقت وكل ما التدريبات دي تزيد، أفكارك هتهدى، والدوشة هتقل. هتحس بضربات قلبك أبطء وحاسس بسكون وسلام في وسط عالم مفهوش غير دوشة.

التعليقات

أخبار ذات صلة

صفحتنا على فيسبوك

آخر التغريدات