هل سمعتم عن الشيخ نور الدين جارة؟ هو ميت يعيش فوق سطح الأرض، ويتابعه الملايين فتخصُصه نادر، وهو يقص عليك حكايات عن الموتي وعلاقاتهم ببعض، ورؤيتهم لنا من تحت التراب، وهم يسمعوننا دونما حاجة لحواس.إذا شاهدته خمس أو ست مرات في فيديوهاته تكتشف أن الأصل في الحياة هو الموت، وأن الشيخ العبقري ينزل مساء كل ليلة في القبور، ويستمع إليهم، ويتعرف على مشاكلهم.
وهو يعرف كل التجاوزات الإباحية كأنْ يقترب ذكر من إنثى في القبر، ويتحرش بها، وهو يقف حارس الفضيلة لئلا يتم دفن زوج وزوجة فتنتفض الشهوة ويحدث ما لا تُحمَد عقباه.
الشيخ نور الدين جارة لا يحب الحياة أو البهجة أو السعادة؛ لكنه مشغول بما بعد الحياة، وبين الأتربة ولصق ناب الثعبان الأقرع.
يعيد للموتى كل الحواس حتى يسمعوا ويشاهدوا المشيعين ولو كانوا تحت سابع أرض.
الشيخ يعرف أن المسلمين عاشقون للخرافات ، ومتيمون بالعباطة، ويكرهون الدنيا في مقابل انتظار حفـّار القبور الذي سيعلـّمهم قيمة الموت.
الشيخ صنع ملايين من المسلمين المرضىَ نفسيا وعقليا وعصبيا، وكلما أمعن في السخافة الفجّة التفّ حوله المعاقون ذهنيا من مسلمي العصر الحديث.
فيديوهاته جريمة بكل المقاييس، لكن المسلمين متلهفون عليها فهي الموتى والأرواح والعفاريت، وهو ملك القبور.
محمد عبد المجيد طائر الشمال أوسلو
نقلا عن الأهرام الكندى
